Sunday, June 24, 2007

حـذار يا مسكين..من المادة ميّة تسعة وسبعين

بعد نشر هذا المقال (حسام الشيطان) في جريدة الراية القطرية ثم في العديد من المواقع والمجموعات البريدية على الإنترنت وصلتني العديد من الرسائل من أشخاص منهم من يدافع عن نفسه بصفته يحمل الاسم "حسام" ومنهم من يدافع عن آخر بالوكالة بصفته صديق لشخص يحمل نفس الاسم.
لكن أغرب تلك الرسائل هي هذه الرسالة المرفقة والتي وصلتني من شخص يقول إن اسمه "حسام الدين مصطفى"!!!

أنا حاولت أعصر ذاكرتي المهترئة قدر المستطاع فلم أصل إلى أني كنت في سابق معرفة مع أحد يحمل هذا الاسم الرنّان.

ولكني فجأة تذكرت إني زمااااان -قبل ما أتوب- كنت أشاهد الأفلام العربية في التليفزيون المصري.كان عندنا في البيت تليفزيون قديم أبيض وأسود.
بيقولوا على الأفلام دي ذاكرة الأمة !!

المهم كنت بشوف في بداية الفيلم أو في آخره تقريباً إخراج أو إنتاج "حسام الدين مصطفى" بصراحة مش فاكر كويس بس أميل إلى إنه مخرج كبير.

معقول يكون هو من أرسل لي هذه الرسالة؟!!
شيء عجيب!!!

طيب عرفني منين؟وإزاي؟ وبعدين هل من الممكن إنه يظن إني ممكن أقترب من حِماه الطاهر بصفته راجل واصل وأنا بخاف من الواصلين لأني رجل بسيط وغلبان وما ليش ظهر على اعتبار إن في مصر إللي ما لوش ظهر سهل يروح في ستين داهية؟!

تذكرت على الفور مقولة "بثينة" خطيبة
طه الشاذلي في رواية عمارة يعقوبيان لعلاء الأسواني ".. البلد دي مش بلدنا يا طه.دي بلد اللي معاه فلوس.اعمل فلوس يا طه تكسب كل حاجة أما لو فضلت فقير هتندهس دهس.."

غالبية الشعب المصري المطحون "بيندهس دهس" وعلشان كدة بيتفق مع رأي "بثينة" خاصة بعد اقرار المادة 179 من الدستور المصري إللي بحلم بيها كل ليلة، يعني باختصار حتى لو الواحد ماشي جنب الحيط وفي حاله ممكن وشاية من حاقد ترسله في نزهة وراء الشمس سنين عددا ويمكن ما يشوف دنيانا الجميلة إلى يوم يبعثون، لأن المادة سيئة السمعة بتسمح للشرطة بالقبض على واحتجاز وتفتيش أي شخص دون إذن مسبق من النيابة وكله بالدستور يا فندم.من يومها وأن كل يوم قبل ما أنام أنظر إلى سقف الغرفة فأشعر وكأن مكتوباً عليه "حـذار يا مسكين... من المادة ميّة تسعة وسبعين".

بيني وبينكم أنا خفت وقلت فيما معناه "يا ماما"، بقول فيما معناه لأني بصراحة ما بقول لأمي "يا ماما" كما يقول الخواجات من العرب والفرنجة لكن لأن حضرتي صعيدي فبقول "يَمّايا" وترجمتها الدقيقة "يا ماما"، وبصراحة قلبي وقع في قدمي وقلت خلاص أنا مستقبلي ضاع وما صار لي عيش في مصر بعد اليوم مع إني خلاص نويت أهاجر إلى أقصى الشمال، لكن برضه من وقت إلى آخر الواحد لازم ينزل مصر يشوف أهله ويطمئن على أملاكه! حلوة أملاكه دي !!

يعني كدة كدة هضطر أنزل مصر سواء آجلاً أم عاجلاً.

علشان كدة أنا بقول بأعلى صوتي وخلّي العالم كله يسمع..خلّي العالم كله يسمع:

يا مُجريَ الفُلك في البحر كالأعــلام
ويا رب كل الأجـــــــــــــــــــــــــــرام
استغفرك من الآثـــــــــــــــــــــــــــام
ارزقني العيش في ســــــــــــــــــــلام
بعيداً عن كيد كل غُــــــــــــــــــــــــلام
وكيد كل مفتـون بصنم من الأصنــــام
يزيّنُ له كل إجـــــــــــــــــــــــــــــــرام
فيراه حسناً وكله تمــــــــــــــــــــــــام
****
ويا أيها المخرج الهُمـــــــــــــــــــــام
ليشهد أمامك كل الأنــــــــــــــــــــــــام
وشهود علينا ضيــــوف كــــــــــــــرام
فلست المقصود بهذا الكــــــــــــــــلام
يا مُخرج المُفسد من الأفــــــــــــــــلام
ولا كل مَنْ كان اسمه حســـــــــــــــام
من البشر كان أو الأنعــــــــــــــــــــام
***
وكلمة أقولها قبل الختـــــــــــــــــــــام
من قلبي أقدم أطيب ســــــــــــــــــــلام
لكل مَنْ كان اسمه حســــــــــــــــــــام
ولو كان حتى من الأغنـــــــــــــــــــام
عليهم جميعاً منّا الســـــــــــــــــــــلام
***
وأدعوك ربي قبل الختـــــــــــــــــــــام
احمني مِنْ أمن كل نظــــــــــــــــــــام
وكل متربص بي في الظــــــــــــــــلام
وجنبني يا ربي كــــــــــــــــــل الآلام

أذنبي أني كشفت اللئـــــــــــــــــام؟!
وأهوى الصَدْع بصدق الكـــــــــلام؟!
فمن ذا الذي ينبغي أن يُـــــــــــــلام؟!


-------------------------------------------------------------------

----- Original Message -----
From: Hosam Mostafa
To:
Ehab Al Malky
Sent: Wednesday, June 20, 2007 10:50 AM
Subject: Re: من حسام الدين مصطفى
السلام عليك ....
سؤال واحد قبل لأحدد إتجاه ردي عليك
هل تقصدني أنا بمثل هذه الكلمات .....
حسام الدين مصطفى

Thursday, June 14, 2007

حســــام الشيطان


تسبح في فضاء الإنترنت الواسع كائنات عنكبوتية سامة هي أخطر من الشيطان نفسه، فالإنسان بإمكانه التخلص من وساوس الشيطان وكيده بمجرد الاستعاذة بالله من شره أو قراءة آية الكرسي، ولكن شياطين الإنس في عصرنا قد ابتكروا من الحيل والأساليب الملتوية والخدّاعة ما إن لو اجتمع إبليس "وربعه" لن يجدوا إليها سبيلاً، ولفتح إبليس فمه من الدهشة لما لدى هؤلاء من حيل ماكرة، ولخلع على هؤلاء الشرذمة من شياطين الإنس رداء النبوغ الابليسي والتفوق الشيطاني من الدرجة الدنيا.
هم أناس من أبناء جلدتنا ارتضوا لأنفسهم -الدنيئة أصلاً - أن يعيشوا حالة شاذة من التناقض بين سرهم وجهرهم، بين صورتهم وسلوكهم في العلن وبين ما يقترفونه في الخفاء بعيداً عن أعين الناس، ورحمة الله على الشيخ محمد الغزالي الذي يقول في كتابه القيّم، خُلُق المسلم، " ..على أن الإنسان ينبغي أن يخجل من نفسه كما يخجل من الناس،فإذا كره أن يروه على نقيصة فليكره أن يرى نفسه على مثلها،إلا إذا حسب نفسه أحقر من أن يستحي منها. وقد قيل : من عمل في السر عملاً يستحي منه في العلانية فليس لنفسه عنده قدر".
لا أصف هؤلاء بالرجولة بل بالذكورة، لأن الرجولة رجاحة عقل واتزان خلق، ولكن الواحد من هؤلاء بمكره وخبثه ودناءة سعيه هو بمثابة حسام (سيف) في يد الشيطان يضرب به وبقوة العفة والالتزام والحياء عند بناتنا عبر أساليب شتى من الحيل الماكرة والكلام المعسول، حتى تطمئن إليه هذه الساذجة أو تلك الحمقاء التي تنقصها الخبرة في الحياة أو تلك التي تنخدع بما لديها من خبرة وتعتقد أنها تكفيها وتحصنها ضد أمثال تلك المخاطر، ففي كثير من الأحيان يكون للتكرار مفعول السحر خاصة مع كل مَنْ "خدعوها بقولهم حسناء".
لكن كيف تكون البداية؟ الاجابة على هذا السؤال هي بمثابة فضح وتبيان لكل حسام (سيف) في يد الشيطان لكي تنتبه كل فتاة مضطرة لاستخدام شبكة الإنترنت،ولكي تحتاط من أمثال هؤلاء وتسلم من مكرهم،حتى لا تقع فريسة لخبثهم وخداعهم وعندها لن ينفع الندم.
تزدحم شبكة الإنترنت بالكثير من المنتديات النافعة وكذلك التافهة، وحسام (سيف) الشيطان يجد مرتعه ليس في الثانية بل في الأولى، فتجده يجتهد في إظهار بلاغته وثقافته وسعيه لإفادة المنتدى حتى يجذب إليه الأنظار، مما يدفع برئيس المنتدى المخدوع إلى أن يخلع عليه الألقاب تلو الألقاب كأن يعينه مثلاً سفيراً للمنتدى في بلده، ثم تتوالى رسائل المديح والثناء لهذا الشخص على جهده ومساهماته "المفيدة" في المنتدى، وبما أن المشاركة في هذه المنتديات هي من وراء حجاب أي عبر الإنترنت؛ فإن حسام الشيطان يساهم هو أيضاً في تسليط الضوء على نفسه وعلى مساهماته عبر الايعاز لآخرين من مساعديه بالمشاركة في حفلة المديح والشكر لمجهوداته كمثقف حر يسعى لنهضة الأمة!
هنا يبدأ حسام الشيطان أولى خطوات الإيقاع بفريسته، فبعد أن كان التواصل مع الجميع فقط عبر المنتدى؛ ينفرد هو بهذه الحمقاء الساذجة في تواصل عبر الانترنت بينهما فقط، ثم تتوالي اللقاءات لساعات طويلة، حيث يجلب عليها بخيله ورجله، ومكمن الخطورة هنا أنه في الغالب يدخل لفريسته من مدخل الدين فتجده كثيراً ما يبدأ كلامه بآية أو حديث أو قول مأثور، ثم يبذل كل طاقته في طمأنتها تجاهه عبر تقديم المساعدة أو الخدمات العديدة التي يبدو ظاهرياً أنه لا ينتظر لها أي مقابل، ثم يجيء دور الشيطان في مساعدة رفيقه من بني الإنس في سعيه الدنيء فيمهد له الخطوة تلو الخطوة إلى يتبادل مع هذه الحمقاء الساذجة أرقام الهواتف والصور الشخصية وخلافه وهنا تبدأ المأساة.
وهنا أود أن أهمس في أذن كل فتاة قُدّر لها أن تتعامل مع أحد من هؤلاء أن تسأل نفسها دائماً هذه الأسئلة الهامة:لماذا يتقرّب إليّ أنا بالذات؟ ولماذا يقدم لي المساعدة أو يعرض عليّ خدماته؟ وما هو المقابل، أي ماذا يريد مني؟ نعم؛ فمن السذاجة أن تتوقعي أو تفترضي أن "سعادته" هو جمعية خيرية تسعى لخير البشر هكذا بدون مقابل، فليس من العيب أبداً -من باب الاحتياط- أن تفترضي السوء في كل من تتعاملين معهم في مثل تلك المنتديات إلى أن يثبت العكس.
وبما أننا نتحدث عن نموذج من الذين ينتشرون في المنتديات التي من المفترض أنها نافعة والتي تجمع في قوائمها آلاف المثقفين؛ فإنني أوجه حديثي هنا إلى كل مثقف أو مدعي الثقافة من هؤلاء الذين يسمون أنفسهم بالمثقفين الأحرار، فالمثقف الذي يدّعي أنه يسعى إلى الحرية وإلى التخلص من سطوة الأنظمة المستبدة الجاثمة على صدورنا ينبغي عليه أولاً أن يتحرر من عبوديته لنفسه واستبداد شهواته ونزواته الصبيانية،ولا أدري كيف ينادي الواحد من هؤلاء بدعاوى التحرر والحرية وهو نفسه جزء من نظام فاسد!فالمثقف الحر واضح مع نفسه ومع مجتمعه، ولا يتناقض سلوكه في الخفاء مع ما يتبناه في العلن أمام الناس، وكيف يدعو هذا الرويبضة إلى نهضة الأمة ويدّعي تزعمه لإحدى كتائب نهضتها واستعادة شرفها وكرامتها في حين أنه قد افتقد كل هذه المفردات بسلوكياته وتصرفاته الصبيانية تلك؟!
وأختم مع رسولنا صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيما معناه "لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاً فيجعلها الله-عز وجل- هباء منثورا ....أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها"...
رابط المقال بجريدة الراية القطرية

Wednesday, June 13, 2007

أخــتاه

أختاه دونك حاجز وستار----- ولديك من صدق اليقين شعار
عودي إلى الرحمن عودا صادقا---- فبه يـزول الشر والأشرار
أختاه دينك منبع يروى به----- قلب التقي وتشـرق الأنوار
وتلاوة القرآن خير وسيلة ----- للنصر لا دف ولا مزمار
هو في احتدام القيظ ظل وارف -- وإذا التوى وجه النهار ستار
ودعاؤك الميمون في جُنح الدجى--- سهم تذوب أمامه الأخطـار
أختاه حولك روضة مخضرة -- تختال فوق ربوعها الأشجار
نبع ونهر لا يجف مسيله ---- أبداً وجذع شامخ وثمار
دين تهون به الخطوب وتزدري --- في ظله لِمَم ويُمسح عار
ولديك يا أختاه منه ذخيرة --- يُحمى بها عرض ويُحفظ جار
ولديك تاريخ عريق شامخ ---- يحلو به للمؤمن استذكار
في منهج (الخنساء) درس فضيلة-- وبـمـثـله يسـترشـد الأخيار
أختاه يصمُد للحوادث مخلص ----فيما يقول ويسقط استنصار
في كفك النشء الذين بمثلهم---- تصفو الحياة وتُحفظ الآثار
هُزّي لهم جذع البطولةِ ربمـا---- أدمى وجوه الظالمين صغار
غَذّي صغارك بالعقيدة إنهـا--- زاد به يتزود الأبـــرار
لا تستجيبـي للدعاوى إنها----- كذب وفيها للظنون مثار
إعلام هذا العصر شر ظاهر--- فعلى يديه تزوّر الأخبار
وعلى يديه تُشاع كل رذيلة --- وعلى يديه تشوّه الأفكار
وبه تُشَب النار يوقَد جمرها--- وبه يثار من الشكوك غبار
أختاه كم من ظالم يبني له ----- ملكاً فيهدم ملكه القهار
أين الجبابرة الذين تسلطوا--- -ذهبوا وظل الواحـد الجبار
لا ترهبي التيارَ أنتِ قويــةٌ----- بالله مهمـا استأسد التيارُ
تبقى صروح الحق شامخـة وإن-- أرغى وأزبد عندها الإعصار
إن البناء وإن تسامق واعتلى----- ما لم يُشيد بالتقى ينهار
قد يحصد الطغيان بعض ثماره -- لكن عقبى الظالمين دمار
أختاه عين الفجر ترقب ما جرى--وغدا ستشرب نورَه الأزهـار
وسيحرق الليل الطويل ثيابة--- ولسوف تهتَك دونه الأستـار
وسيكتب القمر المنير حكايـةً-- عن حزنه وستفضح الأسـرار
وستعزف الشمس المضيئة نورَها--ولسوف تهدم عندها الأسوار

رابط التحميل
http://www.almawa.net/anashed/nashed/so43.rm