(1) سنواتي في قطــر
العنوان استعرته من سلسلة أعمدة كتبها الأستاذ العزب الطيب الطاهر- الصحفي بالراية ومراسل الأهرام بالدوحة- منذ عدة أسابيع، اجتر فيها ذكريات تسعة عشر عاماً قضاها في قطر بعد أن حان وقت الرحيل،ولم أشرف بلقائه إلا مرة واحدة ولا أظنه يذكرني فقد التقينا منذ عامين تقريباً في أحد مقاهي الدوحة في استضافة صديق مشترك كان قد أتى إلى الدوحة في زيارة قصيرة،وأكثر ما لفت انتباهي إليه في تلك الجلسة بساطته وأنه يسمع أكثر مما يتكلم، علاوة على أنه من الأشخاص الذين يألفهم المرء وكأنه يعرفهم، وأرجو له كل التوفيق في عمله بصحيفة الأهرام المصرية.
أشترك مع الأستاذ العزب في أنه قد حان أيضاً وقت رحيلي من قطر التي قضيت فيها سنوات عدة إلا أنها لا تصل إلى نصف المدة التي قضاها هو فيها، وإذا كانت الأهرام قد قررت عودته إليها؛فإن قرار مغادرتي الدوحة هو قرار شخصي قد اتخذته بعد أن استخرت الله عز وجل فأرشدني إلى ما أنا على يقين بأنه عين الصواب، وسأتطرق إلى أسباب ذلك لاحقاً.
سأحاول في هذه السلسة أن أسرد تجربتي منذ البداية حتى قبل مجيئي إلى قطر ومدى ملامسة وقائع هذه التجربة لحال الشباب في بلدي مصر؛فهي ليست مجرد حكاية شاب قهرته الظروف في بلده واستكثرت عليه أن يحيا عيشة كريمة وسط أهله وأحبائه، بقدر ما هو سرد لحال الغالبية الساحقة من أبناء بلدي، وخاصة في هذه الأيام، فلن أسرد في هذه الحلقات كلاماً إنشائياًً أو أحداثاً سمعتها وأعلق عليها، ولكنها تجربة حقيقية مر بها وعاشها وعايشها كاتب هذه السطور، وأرجو لها أن تكون صرخة مدوية تخترق الحجب لتصل إلى كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، أو علها تصل إلى مسامع من أراهم ويراهم كثيرون مثلي، السبب الرئيس في كل ما جرى ويجري من وأد لأحلام الشباب في بلدي.
رابط المقال بجريدة الراية القطرية:
No comments:
Post a Comment