أماني وأحـلام
أحلم بالرخاء في بلادي وأتمنى ألا تكون أضغاث أحلام، أحلم أن يجتهد البسطاء فيجدوا ثمرة جهدهم ما يكفي لسد رمق من يعولون، أحلم لهم بحياة كريمة لا تُمتهن فيها كرامتهم ولا يصيبهم القهر الذي يقصف أعمار الرجال ويجعلهم يموتون فعلياً وهم مازالوا يسيرون على ظهر الأرض بين الخلائق، أتمنى أن يجد من درس وسهر وإجتهد له مكاناً كريماً ووضعاً يليق به داخل حدود وطنه لا أن تقهره الظروف مثل كثيرين غيره وتنكر عليه أن يعيش عيشة كريمة وسط أهله وعلى تراب وطنه فيؤثر الهروب من ذلك الواقع المرير إلى المجهول خارج حدود الوطن، أحلم بالمساواة بين الجميع في الحقوق والواجبات، أحلم أن تطال التنمية المهمشين الذين لا يذكرهم أحد إلا رقماً في سجلات الوفيات بعد أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً وعندما تشاء إرادته عز وجل أن يريحهم من ذلك العناء والبؤس والحرمان، ولا يدري هؤلاء المهمشون المنسيون ما الذي يخفيه لهم القدر في طيّات الزمن، أأكثر من هذا معاناة وألم وحرمان؟ ولم لا وهم يعانون من أقدارهم هذه ليل نهار، أحلم بالحرية لكل من يُخلص في حب وطنه، أحلم أن تتاح الفرصة لكل مشعل مضيء لكي ينير الطريق أمام التائهين الضائعين اللاهثين خلف متع الدنيا وملذاتها الزائلة، لا أن يتم حجب تلك المشاعل المنيرة خلف دوائر النسيان، أحلم أن ننفض عن كاهلنا ثقافة الخوف التي توارثناها جيلاً بعد جيلاً حتى صعُب علينا التخلص منها رغم نتائجها المدمرة لنا ولمستقبلنا، أحلم بأن نتحرر من وصاية الآخرين علينا، أحلم بأن نتخلص من عقدة مراقبة قاطني الجانب الآخر من المحيط لنا وإستجداء رضاهم وطلب العفو منهم والتقرب إليهم زلفى عبر وكلاؤهم المجاورون لنا، فنحن أكرم من أن يصيبنا الذل إلى من لا قيمة لهم ومن هم أحقر أهل الأرض، أحلم أن نتمكن من أن نلقم حجراً لكل من يتجرأ ويتهجم على هويتنا ويخوض في ركائز عقيدتنا أو يطعن في ديننا فهو أعز ما نملك، أحلم أن نعود إلى تعاليم ديننا ونطبقها في جميع مناحي حياتنا، فعزتنا ونصرنا لن يأتي إلا بالتمسك بهذا المنهاج الذي يتوافق مع الفطرة السليمة ولا يتناقض معها، كلمة خالدة قالها الصحابي الجليل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عني حيث قال "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن إبتغينا العزة في غيره أذلنا الله " صدقت يا صحابي رسول الله، نعم منّا من طلب العزة في المال وتجاهل دينه فأذله الله ، ومنّا من طلب العزة في الإنغماس في الملذات فأذله الله إلى ما يسعى إليه، ومنّا..ومنّا...، حقاً إنه البعد عن طريق الله، فنحن أعزاء كرماء وعزتنا وكرامتنا تأتيان فقط من كوننا مسلمين ملتزمين بديننا ولا شيء آخر، فالتمسك بديننا وأوامر ربنا ورسوله هو طريق الخلاص وطوق النجاة من الغرق القادم لا محالة.
وأتساءل هل هذه الأحلام قابلة للتحقيق أم أنها من قبيل المعجزات التي يستحيل تحقيقها ؟ أفيدوني أفادكم الله.