Tuesday, May 29, 2007

Alas ! يـا خســـــــــــــارة


مساء الخميس جلست الأم ذات الستة وعشرين ربيعاً مع أبنائها الست حول كومة من النيران تلتهم متعلقات الأب من أوراق وصور وأشياء أخرى كثيرة، وقتها لم يكن يدرك ذاك الصبي الصغير، الذي لم يكن يتجاوز عمره آنذاك أربعة أعوام، ولم يكن يعي لماذا يحدث كل هذا، لماذا تُحرق متعلقات الوالد الذي لم يعد يأتي إلى البيت منذ مدة، لماذا انقطع عن المجيء إلى البيت لرعاية أسرته، فقط كان يراقب ما يحدث بعينين حزينتين تأثراً بالحزن الذي كان يكسو ملامح الأم وابنتها الكبرى التي كانت في العاشرة من عمرها، وهي الوحيدة بين جميع الأبناء التي كان يسمح لها سنها إلى حد ما أن تعي وتدرك سبب ما يحدث وتتأثر به وتتفاعل معه، إلا أن هذا الصبي حزن وتأثر لحزن أمه دون أن يعرف السبب.
لمّا كبُر الصبي وبدأ في إدارك ما حوله علم أن تلك الليلة كانت ليلة زفاف والده على فتاة في مقتبل العمر، فتاة كانت تعلم أنه أب لستة أبناء أكبرهم طفلة في العاشرة من عمرها، فقد تزوج الأب أم الأبناء الست قبل إحدى عشر سنة بالتمام والكمال أنجب فيها ستة أبناء أوسطهم ذاك الصبي الذي نتحدث عنه والذي لم تستطع السنوات أن تمحو ذاك المشهد من ذاكرته.
تعرّف الوالد على هذه الفتاة التي لم يسبق لها الزواج من قبل وقد تمسكت به بغرابة شديدة وأصرت على الزواج منه رغم علمها بأنها ستتسبب بذلك في انهيار كيان أسرة سعيدة هادئة، وعندما نصحها أقاربها بأن تترك الرجل وشأنه فهي ما تزال في مقتبل العمر وغير مضطرة للارتباط برجل متزوج ولديه من الأبناء ست؛ هددت بالانتحار إن لم تتزوج هذا الأب وقد كان، وفوق كل هذا كان شرطها العجيب أن يطلّق الأب أم أبنائه الست قبل الارتباط بها.
استفاقت الأم من الصدمة وبدأت في التصدي لكل محاولات التفريق بينها وبين أبنائها، فقد ألقيت على عاتقها مسؤولية كبيرة وعبء ثقيل وهي ما تزال في ريعان شبابها ولا يؤهلها سنها ولا خبرتها للتعامل مع هذه الصدمة المفاجئة، وقعت الأم الشابة بين سندان أهلها ومطرقة أهل زوجها، فأهلها يرون أنها ما تزال في مقتبل العمر وينبغي أن تتزوج من شخص آخر وتترك هؤلاء الأبناء الست لأبيهم الذي تزوج، فهؤلاء الأبناء -حسب رأي أهلها- ليسوا أبناءنا لكي نربيهم ونرعاهم، فكيف نربي من ليسوا لنا؟! وأهل زوجها لم يرق لهم تمسكها بالأبناء فقد أرادوا أن ترحل إلى بيت أهلها وتترك لهم الأبناء لكي يواجهوا مصيراً مجهولاً في خدمة أهل الزوج وزوجة الأب، ولكنها رفضت بشدة وأصرت على التمسك بالأبناء وتربيتهم.
قاطعها الجميع؛ فقد قاطعها أهلها لما رفضت نصيحتهم بأن تتزوج من شخص آخر وتترك الأبناء لأهل أبيهم، وعندما قام أخوها برفع دعوى قضائية ضد طليقها، سألها القاضي هل حصلت على مستحقاتك منه فأجابت بالايجاب بالرغم من أنها لم تأخذ منه شيئاً وكانت تستطيع بكلمة منها أن تلقي به في السجن سنين عدداً.
كافحت الأم وصبرت وثابرت وخرجت للعمل وبذلت أقصى ما لديها لتربية أبنائها الستة وتوفير حياة كريمة لهذه الأسرة التي تعاني مقاطعة من الجميع إلى أن وفقها الله في تربية وتعليم جميع أبنائها واستحقت أن تكون أماً مثالية بكل ما تحمل الكلمة من معان.
كبر هذا الصبي ولم تمح من ذهنه هذه الصورة للفتاة "خَطّافِة الرِجّالَة" التي خطفت والده من أسرته السعيدة الهانئة وتركتهم يعيشون حياة صعبة مريرة، وكان كل ما يهمه مثل باقي إخوانه أن ينتهي من تعليمه لكي يساعد والدته ولكي تستريح هي بعد رحلة طويلة من المعاناة والكد والتعب.
بعد عدة سنوات من العمل بعد تخرجه الجامعة شعر بأنه قد حان الوقت لكي يبدأ حياته الخاصة، وبدأ رحلة البحث عن زوجة مناسبة بعد كبوة تعرض لها، وفجأة ألقى الله بها في طريقه، دون تعب أو بحث طويل، فقد أحبها بصدق ووجد فيها كل ما يمناه، فقد لمس فيها توافقاً قلما وجده في أحد عرفه من قبل، وكثيراً ما أدهشه حرصها الشديد عليه، واستقر به اليقين أنها هي ما كان يبحث عنه، فقد وجد فيها كل ما يحتاجه المرء في شريكة حياته واتفق معها على الارتباط في خلال أشهر قليلة عندما تتاح له الفرصة.
ولكن حدث ما لم يكن يتوقعه ولا يتمناه، فجأة علم شيئاً ما أصابه بالإحباط وخيبة الأمل وشعر أن أحلامه قد أصبحت سراباً بقيعة، فقد علم بما لا يدع مجالاً للشك أن الفتاة التي اختارها عرفت شخصاً آخر غيره، وربما يرى البعض أن لا غرابة في هذا فهي غير مسؤولة أمامه عما مضى وولّى ولكن عن حاضرها الذي ارتبط به ومستقبلها الذي سيكون معه، ولكن المعضلة التي أقضت مضجعه هي أن ذاك الشخص الذي عرفته هو رجل متزوج وأب لعدد من الأبناء أكبرهم في نفس العمر تقريباً الذي كان فيه صاحبنا عندما حدث ذاك الموقف الذي لن ينساه، وعلى الفور حضر إلى ذهنه صورة الفتاة " خَطّافِة الرِجّالَة" وكيف أن الفتاة التي أحبها كادت أن تقوم بنفس دور الفتاة التي تسببت في شقاء أسرته، فسئمت منها نفسه وأيقن أنه لا ينبغي أبداً أن يربط مستقبله بنموذج آخر لـ " خَطّافِة الرِجّالَة" موديل 2007.

رابط المقال بجريدة الراية القطرية
http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=254419&version=1&template_id=27&parent_id=23

Sunday, May 06, 2007


ربِحـت وربّ الكعبـة

رفاقي وأصدقائي وأحبائي وكل من عرفتهم على مدى الثلاثين عاماً الماضية هي سنوات عمري المديد بإذن الله،أستودعكم الله فقد كُتب لي صباح اليوم اليوم السادس من مايو المجيد أن تنقطع صلتي ومعرفتي -المؤقتة- بكم جميعاً..فقد شاء الله أن أنفصل عن عالمكم البائس وطبقتكم الكادحة الكالحة في صباح هذا اليوم السادس من مايو المجيد عندما أعلنت جريدة الراية القطرية في صدر صفحتها التاسعة عشر عن فوز مقالنا المنشور يوم الخميس الماضي تحت عنوان"خلي بالك من بناتك" بجائزة أفضل مقال وبموجب هذا الإعلان سأحصل على ثلاثمائة ريال قطري عداً ونقداً (82 دولار وتسعة عشر سنتاً) ولهذا أودّع طبقتكم البائسة الكادحة الكالحة لأني في القريب العاجل سأنضم إلى طبقة الصفوة و"الهاي لايف" ورجال البيزنس، فلم أعد أعرف أمثالكم من البؤساء بعد أن لبثت فيكم عمراً قبل هذا.

بمجرد الإعلان عن فوزي بالجائزة حاولت جاهداً كبح جماح جواد أحلامي وآمالي وتطلعاتي للمستقبل الزاهر الزاخر المزدهر، ولكن انفلت من يدي رغماً عني ووجدتني أطلق العنان لأحلامي وتطلعاتي وآمالي للمستقبل المشرق الزاخر المزدهر.

أول ما خطرببالي هو قبة البرلمان، نعم فهي مفتاح الثروة الحقيقة ومُلك لا يبلى، فهناك العالم الحقيقي للبيزنس والأعمال،فقد حلمت أن أعود بهذه الثروة الطائلة ،ثلاثمائة ريال قطري عداً ونقداً (82 دولار وتسعة عشر سنتاً)،أعود بها إلى قريتي الصغيرة البائسة التي تقع بين قرى أخرى لا تقل بؤساً بإحدى محافظات شمال الصعيد وأبدأ طريقي من هناك نحو قبة البرلمان.

ما فيش حلاوة من غير نار، فمن أجل عيون مجلس "سيد قراره" سأضطر مرة أخرى -مؤقتاً- إلى التعامل مع الطبقات البائسة الكادحة الكالحة من أبناء قريتي الصغيرة والقرى المجاورة البائسة لكي أصل على أكتافهم إلى المجلس وبعدها أعود لكي أتنكر لهم وأنكر معرفتي بأمثال هؤلاء، فمثلي لا يعرف تلك الطبقات الدنيا من عامة الشعب.

تذكرت الآن موقفاً مُشابهاً،ففي أحد مرات إنتخابات مجلس الشعب في الدائرة الإنتخابية -التي سأمثلها بإذن الله- حاول أهل الخير أن يوحدوا القرى للوقوف وراء مرشح معين، وكان هذا بعد أن بدأت الحملات الإنتخابية بفترة وذهب هؤلاء الوسطاء للمرشحين الأقل حظاً لكي يتنازلوا للأوفر حظاً حتى لا تتوزع الأصوات بين المرشحين وتضيع هباءً منثوراً، وعندما ذهبوا لأحد المرشحين وطلبوا منه التنازل نهض من مكانه غاضباً وقال "إزاي أتنازل بعد ما إضطريت أصافح حُثالة البشر ؟!"

المهم أنا سأضطر -بالطبع مؤقتاً- للتعامل والتواصل مع هذه الطبقات الدنيا لكي أحقق أحلامي وطموحاتي وآمالي، وبعد أن أصل إلى هناك وربما قبل ذلك سأعرف من أين تؤكل الكتف، فأنا أعرف طريقي جيداً،وأعرف من أين تأتيك مفاتيح كنوز مصر وخيراتها، الحل في أيدي آل البيت، نعم سأتقرب إلى العائلة الكريمة زلفى،سأتقرب إلى أعضاء مجلس إدارة جمهورية مصر العربية،عبر وسائل شتى سأستنفذها كلها،ولعل أنجعها في هذه الفترة هي إنتقاد جماعة الإخوان المسلمين أعداء الوطن والمتربصين بأمن ورخاء واستقرار هذا البلد والمدَبّرين له بليل للتنكيل بأهله وسلبهم حريتهم ورخائهم وأمنهم والنعم العديدة التي يعيشون في ظلها في عهد الرخاء والديمقراطية وحقوق الإنسان، في عهد لم يُقصف قلم ولم يُظلم مواطن، ولم يعذّب مواطن في أقسام الشرطة ولم تمتهن كرامة أحد من أبناء مصر،ولم يُعتقل إلا عدد ضئيل لا يتجاوز الثمانية عشر ألفاً من المصريين، ولم يحاكم مدني أمام محاكم عسكرية.

هؤلاء الإخوان طيور الظلام سانتقدهم وأنتقدهم وسأتفوق على رفعت السعيد في ذلك فهدفنا واحد ومبتغانا واحد وإن كان رفعت السعيد ينتقدهم من مقاعد المعارضة فسأنتقدهم من مقاعد المستقلين -طبعاً سأنضم بعد ذلك للحزب الوطني- وبعد أن أحوز رضاهم السامي -رضا آل البيت- سأودّع الفقر والبؤس والشقاء إلى الأبد،سأرشف من النعيم رشفاً وأرفل في الهناء رفلاً، وطالما أني سأكون من عِلية القوم من الصفوة والوجهاء واصحاب النفوذ؛ فلن يهمني وقتها من يحكم مصر الأب أو الإبن أو غيرهما،وسأردد معهم مات الملك عاش الملك وكمان حفيد الملك.

كم أنا ناكر للجميل، كيف أغرق في ما أنا فيه الآن من سعادة غامرة وفرحة كبيرة بهذه الثروة الطائلة التي هبطت عليّ صباح اليوم السادس من مايو المجيد دون الإعلان عن شكر واجب لمن تسبب في كتابة هذا المقال؟،الفضل لله الذي فتح عليّ بكتابة هذا المقال مفتاح الثروة، ثم إلى من أوحيا إليّ بفكرة المقال وهما سعادة السفير الإفتراضي
H.E. Virtual Ambassador
والحمقاء، شكراً لكما فقد كنتما سبباً في هذه الثروة التي لم يكن ليتوقعها بائس مثلي -عفواً سابقاً- فلم أعد بائساً فقدر ربحت ورب الكعبة ثلاثمائة ريال قطري عداً ونقداً (82 دولار وتسعة عشر سنتاً)، وعقبال عندكم جميعاً ونلتقي معاً في منتديات صفوة المجتمعات الراقية وليس في المنتديات الإفتراضية التي أدمنها سعادة السفير الإفتراضي والحمقاء سبب حصولي على الجائزة، أقصد الثروة


رابط المقال الثروة بجريدة الراية القطرية
http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=246671&version=1&template_id=27&parent_id=23

رابط المقال الثروة بجريدة المصريون

Thursday, May 03, 2007

خلّي بالــك مـن بنــاتك


هذا ليس عنوان فيلم سينمائي تافه، ولا مسلسل تليفزيوني ممل لأن العبد لله من "طائفة الرجعيين" الذين لا يشاهدون أي من الأفلام أو المسلسلات أو غيرها لمن يُطلقون عليهم النجوم والنجمات الأحياء منهم والأموات؛ ويرى فيها تكريس لسلوكيات خاطئة تؤثر سلباً على البناء الأخلاقي والقيمي في المجتمع وتؤدي إلى التحرر من القيم والمثل، هذا بالإضافة إلى إلف السلوكيات والتصرفات المشينة، علاوة على أن ضرّها أكبر من نفعها هذا إن كان فيها نفع أصلاً.
ولكنها نصيحة مُخلصة لكل أب وكل ولي أمر أن يبقى يقظاً ومنتبهاً للأخطار التي تُحدق بكل بيت في زمن الأخطار، زمن الإنترنت، الذي صار التعامل معه من ضروريات الحياة هذه الأيام لكثير من الناس، ولكنه تعامل محفوف بالمخاطر التي أدعو الله أن يجنبنا شظاها.
ليس من طبيعتنا التهويل ولا تضخيم الأمور ولكنه الحرص على مستقبل هذه الأجيال التي سيجيء اليوم وتكون زمام أمور أمتهم بأيديهم، هذه الفتيات أمهات المستقبل، ولهذا فإن الحرص واجب مع هذا الخطر المحدق المتمثل في الشبكة العنكبوتية المعروفة بالإنترنت.
قد يسارع الغالبية العظمى من الآباء إلى القول إننا قد ربينا بناتنا على الالتزام والتدين وغير ذلك من المثل وهذا كلامه أحترمه وأتفهمه جيداً، ولكن عزيزي الأب لا تنس، رغم خالص احترامنا وتقديرنا لجهودكم الكبيرة في تربية بناتك على المباديء والأخلاقيات التي يحض عليها ديننا الحنيف وربما تكون قد نجحت في تحفيظهن ما تيسر من القرآن وربما القرآن كله،لا تنس أن هذا كله لا يكفي أمام عدو شرس يدهس تحت عجلاته كل جهد بذلته وكل علم علّمته، هذا العدو هو حب الاستطلاع والفضول وحب طرْق ما لم يُطرق من قبل خاصة عندما تجد الفتاة نفسها-بعد أن غُلّقت عليها الأبواب نتيجة لأسباب لا مجال للخوض فيها- فجأة أمام آفاق لا حدود لها.
بالله عليك تصوّر نفسك أنت أمام كل هذا الفضاء الواسع وليس فتاة في سن يتميز بالتقلب في الأهواء والميول، وهو ما يجمع عليه علماء النفس في كل أقطار الدنيا أن هذا المرحلة خطرة للغاية وينبغي التيقظ لها.
ومن منطلق الحرص على بناتك يجب ألا تستبعد أبداً أن تذهب إلى نومك مثلاً فتجدها الفتاة الوقت المناسب للدخول إلى ذاك العالم الواسع والتحدث إلى أغراب من أقصى الأرض وأدناها، وبالطبع ليس كل من يستخدم الإنترنت من الرجال شياطين لكني على يقين أن أغلبهم أخطر على بناتك من الشيطان نفسه.
عواقب وخيمة تلك التي ستنتج إن لم تنتبه إلى هذا الخطر، صدقني التربية وحدها لا تكفي لكبح جماح هذا الرغبة المستعرة خاصة في ذاك السن المتقلب لاستكشاف هذا العالم الغامض بالنسبة لها، فيجب على كل أب وولي أمر أن يفكر ويقرر كيف يحافظ على بناته بأسلوب لا يوحي لهن بأننا نشك في تصرفاتهن، فبكل تأكيد ما أتحدث عنه ليس القاعدة وإنما استثناء ينبغي القضاء عليه وسد جميع نوافذه.
في النهاية رسالتي لكِ أيتها الفتاة المسلمة، أنت يا من منحك أهلك الثقة، ينبغي عليك تقدير هذه المسؤولية وعدم استغلال الفضاء المتاح أمامك للانحدار وراء حب الاستطلاع والتحدث إلى أو التواصل مع هذا أو ذاك، لأن هذا الأمر عواقبه وخيمة على المدى القريب والبعيد، ودعواتي لك بأن يحميك الله من شياطين الإنس،ولا تنس قاعدة هامة هي أن الإثم هو ما حاك في الصدر وخشيت أن يطلع عليه الناس، فيجب مراجعة النفس في كل ما تخشين أن يطلع عليه والديك الذين لا يستحقان منك إلا تقدير واحترام عبر المحافظة على سلوكك ولو من وراء حجاب عبر الإنترنت، فالدنيا صغيرة ولا يجب أن نستبعد أبداً أن يتواصل من لا تتوقعين أن يتواصلا، أو ينكشف ما حرصت لفترة طويلة أن يكون في طيّ الكتمان، حذاري من الهوى لأن مَنْ اتبع الهوى غوى، ولم يُذكر الهوى في القرآن إلا مذموماً، ومنها قوله تعالى في سورة الجاثية "أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون"، وقوله في سورة ص "ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله"، وقوله في سورة الكهف "ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا".
وهنا أود أن أسجل استغرابي من نجوم المنتديات والجمعيات الافتراضية من "العواجيز" الذين لا يرقبون في بناتنا إلاً ولا ذمة، ولا أدري ماذا يريد رجل متزوج ورزقه الله "زهرات" من زينة الحياة الدنيا من تواصله مع فتاة عبر الإنترنت؟ أليس عجيباً أن لا نجد "ترجمة" لتصرفاته الصبيانية تلك إلا رغبة غريزية دنيئة في القيام بدور رميو الشرق؟ ألا يدرك أنه كما تدين تدان؟ ألا يعي بأن هذا كله "سيُتَرجم" ضده في المستقبل؟ أو أن غداً حتماً سيكون عليه؟، ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون؟ كل "لغات" العالم لا تكفي لإدانة أمثال هؤلاء، ماذا يريد منها؟ وأين عقل هذه الحمقاء الساذجة التي سمحت لنفسها بالتفريط في أمانة أودعها أهلها إياها؟
رابط المقال بجريدة "المصريون":
http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=33811&Page=1&Part=6