خلّي بالــك مـن بنــاتك
هذا ليس عنوان فيلم سينمائي تافه، ولا مسلسل تليفزيوني ممل لأن العبد لله من "طائفة الرجعيين" الذين لا يشاهدون أي من الأفلام أو المسلسلات أو غيرها لمن يُطلقون عليهم النجوم والنجمات الأحياء منهم والأموات؛ ويرى فيها تكريس لسلوكيات خاطئة تؤثر سلباً على البناء الأخلاقي والقيمي في المجتمع وتؤدي إلى التحرر من القيم والمثل، هذا بالإضافة إلى إلف السلوكيات والتصرفات المشينة، علاوة على أن ضرّها أكبر من نفعها هذا إن كان فيها نفع أصلاً.
ولكنها نصيحة مُخلصة لكل أب وكل ولي أمر أن يبقى يقظاً ومنتبهاً للأخطار التي تُحدق بكل بيت في زمن الأخطار، زمن الإنترنت، الذي صار التعامل معه من ضروريات الحياة هذه الأيام لكثير من الناس، ولكنه تعامل محفوف بالمخاطر التي أدعو الله أن يجنبنا شظاها.
ليس من طبيعتنا التهويل ولا تضخيم الأمور ولكنه الحرص على مستقبل هذه الأجيال التي سيجيء اليوم وتكون زمام أمور أمتهم بأيديهم، هذه الفتيات أمهات المستقبل، ولهذا فإن الحرص واجب مع هذا الخطر المحدق المتمثل في الشبكة العنكبوتية المعروفة بالإنترنت.
قد يسارع الغالبية العظمى من الآباء إلى القول إننا قد ربينا بناتنا على الالتزام والتدين وغير ذلك من المثل وهذا كلامه أحترمه وأتفهمه جيداً، ولكن عزيزي الأب لا تنس، رغم خالص احترامنا وتقديرنا لجهودكم الكبيرة في تربية بناتك على المباديء والأخلاقيات التي يحض عليها ديننا الحنيف وربما تكون قد نجحت في تحفيظهن ما تيسر من القرآن وربما القرآن كله،لا تنس أن هذا كله لا يكفي أمام عدو شرس يدهس تحت عجلاته كل جهد بذلته وكل علم علّمته، هذا العدو هو حب الاستطلاع والفضول وحب طرْق ما لم يُطرق من قبل خاصة عندما تجد الفتاة نفسها-بعد أن غُلّقت عليها الأبواب نتيجة لأسباب لا مجال للخوض فيها- فجأة أمام آفاق لا حدود لها.
بالله عليك تصوّر نفسك أنت أمام كل هذا الفضاء الواسع وليس فتاة في سن يتميز بالتقلب في الأهواء والميول، وهو ما يجمع عليه علماء النفس في كل أقطار الدنيا أن هذا المرحلة خطرة للغاية وينبغي التيقظ لها.
ومن منطلق الحرص على بناتك يجب ألا تستبعد أبداً أن تذهب إلى نومك مثلاً فتجدها الفتاة الوقت المناسب للدخول إلى ذاك العالم الواسع والتحدث إلى أغراب من أقصى الأرض وأدناها، وبالطبع ليس كل من يستخدم الإنترنت من الرجال شياطين لكني على يقين أن أغلبهم أخطر على بناتك من الشيطان نفسه.
عواقب وخيمة تلك التي ستنتج إن لم تنتبه إلى هذا الخطر، صدقني التربية وحدها لا تكفي لكبح جماح هذا الرغبة المستعرة خاصة في ذاك السن المتقلب لاستكشاف هذا العالم الغامض بالنسبة لها، فيجب على كل أب وولي أمر أن يفكر ويقرر كيف يحافظ على بناته بأسلوب لا يوحي لهن بأننا نشك في تصرفاتهن، فبكل تأكيد ما أتحدث عنه ليس القاعدة وإنما استثناء ينبغي القضاء عليه وسد جميع نوافذه.
في النهاية رسالتي لكِ أيتها الفتاة المسلمة، أنت يا من منحك أهلك الثقة، ينبغي عليك تقدير هذه المسؤولية وعدم استغلال الفضاء المتاح أمامك للانحدار وراء حب الاستطلاع والتحدث إلى أو التواصل مع هذا أو ذاك، لأن هذا الأمر عواقبه وخيمة على المدى القريب والبعيد، ودعواتي لك بأن يحميك الله من شياطين الإنس،ولا تنس قاعدة هامة هي أن الإثم هو ما حاك في الصدر وخشيت أن يطلع عليه الناس، فيجب مراجعة النفس في كل ما تخشين أن يطلع عليه والديك الذين لا يستحقان منك إلا تقدير واحترام عبر المحافظة على سلوكك ولو من وراء حجاب عبر الإنترنت، فالدنيا صغيرة ولا يجب أن نستبعد أبداً أن يتواصل من لا تتوقعين أن يتواصلا، أو ينكشف ما حرصت لفترة طويلة أن يكون في طيّ الكتمان، حذاري من الهوى لأن مَنْ اتبع الهوى غوى، ولم يُذكر الهوى في القرآن إلا مذموماً، ومنها قوله تعالى في سورة الجاثية "أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون"، وقوله في سورة ص "ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله"، وقوله في سورة الكهف "ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا".
وهنا أود أن أسجل استغرابي من نجوم المنتديات والجمعيات الافتراضية من "العواجيز" الذين لا يرقبون في بناتنا إلاً ولا ذمة، ولا أدري ماذا يريد رجل متزوج ورزقه الله "زهرات" من زينة الحياة الدنيا من تواصله مع فتاة عبر الإنترنت؟ أليس عجيباً أن لا نجد "ترجمة" لتصرفاته الصبيانية تلك إلا رغبة غريزية دنيئة في القيام بدور رميو الشرق؟ ألا يدرك أنه كما تدين تدان؟ ألا يعي بأن هذا كله "سيُتَرجم" ضده في المستقبل؟ أو أن غداً حتماً سيكون عليه؟، ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون؟ كل "لغات" العالم لا تكفي لإدانة أمثال هؤلاء، ماذا يريد منها؟ وأين عقل هذه الحمقاء الساذجة التي سمحت لنفسها بالتفريط في أمانة أودعها أهلها إياها؟
ولكنها نصيحة مُخلصة لكل أب وكل ولي أمر أن يبقى يقظاً ومنتبهاً للأخطار التي تُحدق بكل بيت في زمن الأخطار، زمن الإنترنت، الذي صار التعامل معه من ضروريات الحياة هذه الأيام لكثير من الناس، ولكنه تعامل محفوف بالمخاطر التي أدعو الله أن يجنبنا شظاها.
ليس من طبيعتنا التهويل ولا تضخيم الأمور ولكنه الحرص على مستقبل هذه الأجيال التي سيجيء اليوم وتكون زمام أمور أمتهم بأيديهم، هذه الفتيات أمهات المستقبل، ولهذا فإن الحرص واجب مع هذا الخطر المحدق المتمثل في الشبكة العنكبوتية المعروفة بالإنترنت.
قد يسارع الغالبية العظمى من الآباء إلى القول إننا قد ربينا بناتنا على الالتزام والتدين وغير ذلك من المثل وهذا كلامه أحترمه وأتفهمه جيداً، ولكن عزيزي الأب لا تنس، رغم خالص احترامنا وتقديرنا لجهودكم الكبيرة في تربية بناتك على المباديء والأخلاقيات التي يحض عليها ديننا الحنيف وربما تكون قد نجحت في تحفيظهن ما تيسر من القرآن وربما القرآن كله،لا تنس أن هذا كله لا يكفي أمام عدو شرس يدهس تحت عجلاته كل جهد بذلته وكل علم علّمته، هذا العدو هو حب الاستطلاع والفضول وحب طرْق ما لم يُطرق من قبل خاصة عندما تجد الفتاة نفسها-بعد أن غُلّقت عليها الأبواب نتيجة لأسباب لا مجال للخوض فيها- فجأة أمام آفاق لا حدود لها.
بالله عليك تصوّر نفسك أنت أمام كل هذا الفضاء الواسع وليس فتاة في سن يتميز بالتقلب في الأهواء والميول، وهو ما يجمع عليه علماء النفس في كل أقطار الدنيا أن هذا المرحلة خطرة للغاية وينبغي التيقظ لها.
ومن منطلق الحرص على بناتك يجب ألا تستبعد أبداً أن تذهب إلى نومك مثلاً فتجدها الفتاة الوقت المناسب للدخول إلى ذاك العالم الواسع والتحدث إلى أغراب من أقصى الأرض وأدناها، وبالطبع ليس كل من يستخدم الإنترنت من الرجال شياطين لكني على يقين أن أغلبهم أخطر على بناتك من الشيطان نفسه.
عواقب وخيمة تلك التي ستنتج إن لم تنتبه إلى هذا الخطر، صدقني التربية وحدها لا تكفي لكبح جماح هذا الرغبة المستعرة خاصة في ذاك السن المتقلب لاستكشاف هذا العالم الغامض بالنسبة لها، فيجب على كل أب وولي أمر أن يفكر ويقرر كيف يحافظ على بناته بأسلوب لا يوحي لهن بأننا نشك في تصرفاتهن، فبكل تأكيد ما أتحدث عنه ليس القاعدة وإنما استثناء ينبغي القضاء عليه وسد جميع نوافذه.
في النهاية رسالتي لكِ أيتها الفتاة المسلمة، أنت يا من منحك أهلك الثقة، ينبغي عليك تقدير هذه المسؤولية وعدم استغلال الفضاء المتاح أمامك للانحدار وراء حب الاستطلاع والتحدث إلى أو التواصل مع هذا أو ذاك، لأن هذا الأمر عواقبه وخيمة على المدى القريب والبعيد، ودعواتي لك بأن يحميك الله من شياطين الإنس،ولا تنس قاعدة هامة هي أن الإثم هو ما حاك في الصدر وخشيت أن يطلع عليه الناس، فيجب مراجعة النفس في كل ما تخشين أن يطلع عليه والديك الذين لا يستحقان منك إلا تقدير واحترام عبر المحافظة على سلوكك ولو من وراء حجاب عبر الإنترنت، فالدنيا صغيرة ولا يجب أن نستبعد أبداً أن يتواصل من لا تتوقعين أن يتواصلا، أو ينكشف ما حرصت لفترة طويلة أن يكون في طيّ الكتمان، حذاري من الهوى لأن مَنْ اتبع الهوى غوى، ولم يُذكر الهوى في القرآن إلا مذموماً، ومنها قوله تعالى في سورة الجاثية "أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون"، وقوله في سورة ص "ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله"، وقوله في سورة الكهف "ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا".
وهنا أود أن أسجل استغرابي من نجوم المنتديات والجمعيات الافتراضية من "العواجيز" الذين لا يرقبون في بناتنا إلاً ولا ذمة، ولا أدري ماذا يريد رجل متزوج ورزقه الله "زهرات" من زينة الحياة الدنيا من تواصله مع فتاة عبر الإنترنت؟ أليس عجيباً أن لا نجد "ترجمة" لتصرفاته الصبيانية تلك إلا رغبة غريزية دنيئة في القيام بدور رميو الشرق؟ ألا يدرك أنه كما تدين تدان؟ ألا يعي بأن هذا كله "سيُتَرجم" ضده في المستقبل؟ أو أن غداً حتماً سيكون عليه؟، ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون؟ كل "لغات" العالم لا تكفي لإدانة أمثال هؤلاء، ماذا يريد منها؟ وأين عقل هذه الحمقاء الساذجة التي سمحت لنفسها بالتفريط في أمانة أودعها أهلها إياها؟
رابط المقال بجريدة الراية القطرية
http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=246671&version=1&template_id=27&parent_id=23
http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=246671&version=1&template_id=27&parent_id=23
1 comment:
مقال رائع جدا، الأخ الفاضل أ. ايهاب المالكي
ماأحوجنا أن نراقب الله في السر كما نراقبه في العلن،
وأن نربي أبناءنا على الخوف من الله لا الخوف من الناس
يحضرني قول نبينا عليه لصلاة والسلام:
(عش ماشئت فإنك ميت ، و أحبب ما شئت ، فإنك مفارقه،و اعمل ما شئت فإنك مجزي به)
جعنلا الله ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
Post a Comment