Sunday, May 06, 2007


ربِحـت وربّ الكعبـة

رفاقي وأصدقائي وأحبائي وكل من عرفتهم على مدى الثلاثين عاماً الماضية هي سنوات عمري المديد بإذن الله،أستودعكم الله فقد كُتب لي صباح اليوم اليوم السادس من مايو المجيد أن تنقطع صلتي ومعرفتي -المؤقتة- بكم جميعاً..فقد شاء الله أن أنفصل عن عالمكم البائس وطبقتكم الكادحة الكالحة في صباح هذا اليوم السادس من مايو المجيد عندما أعلنت جريدة الراية القطرية في صدر صفحتها التاسعة عشر عن فوز مقالنا المنشور يوم الخميس الماضي تحت عنوان"خلي بالك من بناتك" بجائزة أفضل مقال وبموجب هذا الإعلان سأحصل على ثلاثمائة ريال قطري عداً ونقداً (82 دولار وتسعة عشر سنتاً) ولهذا أودّع طبقتكم البائسة الكادحة الكالحة لأني في القريب العاجل سأنضم إلى طبقة الصفوة و"الهاي لايف" ورجال البيزنس، فلم أعد أعرف أمثالكم من البؤساء بعد أن لبثت فيكم عمراً قبل هذا.

بمجرد الإعلان عن فوزي بالجائزة حاولت جاهداً كبح جماح جواد أحلامي وآمالي وتطلعاتي للمستقبل الزاهر الزاخر المزدهر، ولكن انفلت من يدي رغماً عني ووجدتني أطلق العنان لأحلامي وتطلعاتي وآمالي للمستقبل المشرق الزاخر المزدهر.

أول ما خطرببالي هو قبة البرلمان، نعم فهي مفتاح الثروة الحقيقة ومُلك لا يبلى، فهناك العالم الحقيقي للبيزنس والأعمال،فقد حلمت أن أعود بهذه الثروة الطائلة ،ثلاثمائة ريال قطري عداً ونقداً (82 دولار وتسعة عشر سنتاً)،أعود بها إلى قريتي الصغيرة البائسة التي تقع بين قرى أخرى لا تقل بؤساً بإحدى محافظات شمال الصعيد وأبدأ طريقي من هناك نحو قبة البرلمان.

ما فيش حلاوة من غير نار، فمن أجل عيون مجلس "سيد قراره" سأضطر مرة أخرى -مؤقتاً- إلى التعامل مع الطبقات البائسة الكادحة الكالحة من أبناء قريتي الصغيرة والقرى المجاورة البائسة لكي أصل على أكتافهم إلى المجلس وبعدها أعود لكي أتنكر لهم وأنكر معرفتي بأمثال هؤلاء، فمثلي لا يعرف تلك الطبقات الدنيا من عامة الشعب.

تذكرت الآن موقفاً مُشابهاً،ففي أحد مرات إنتخابات مجلس الشعب في الدائرة الإنتخابية -التي سأمثلها بإذن الله- حاول أهل الخير أن يوحدوا القرى للوقوف وراء مرشح معين، وكان هذا بعد أن بدأت الحملات الإنتخابية بفترة وذهب هؤلاء الوسطاء للمرشحين الأقل حظاً لكي يتنازلوا للأوفر حظاً حتى لا تتوزع الأصوات بين المرشحين وتضيع هباءً منثوراً، وعندما ذهبوا لأحد المرشحين وطلبوا منه التنازل نهض من مكانه غاضباً وقال "إزاي أتنازل بعد ما إضطريت أصافح حُثالة البشر ؟!"

المهم أنا سأضطر -بالطبع مؤقتاً- للتعامل والتواصل مع هذه الطبقات الدنيا لكي أحقق أحلامي وطموحاتي وآمالي، وبعد أن أصل إلى هناك وربما قبل ذلك سأعرف من أين تؤكل الكتف، فأنا أعرف طريقي جيداً،وأعرف من أين تأتيك مفاتيح كنوز مصر وخيراتها، الحل في أيدي آل البيت، نعم سأتقرب إلى العائلة الكريمة زلفى،سأتقرب إلى أعضاء مجلس إدارة جمهورية مصر العربية،عبر وسائل شتى سأستنفذها كلها،ولعل أنجعها في هذه الفترة هي إنتقاد جماعة الإخوان المسلمين أعداء الوطن والمتربصين بأمن ورخاء واستقرار هذا البلد والمدَبّرين له بليل للتنكيل بأهله وسلبهم حريتهم ورخائهم وأمنهم والنعم العديدة التي يعيشون في ظلها في عهد الرخاء والديمقراطية وحقوق الإنسان، في عهد لم يُقصف قلم ولم يُظلم مواطن، ولم يعذّب مواطن في أقسام الشرطة ولم تمتهن كرامة أحد من أبناء مصر،ولم يُعتقل إلا عدد ضئيل لا يتجاوز الثمانية عشر ألفاً من المصريين، ولم يحاكم مدني أمام محاكم عسكرية.

هؤلاء الإخوان طيور الظلام سانتقدهم وأنتقدهم وسأتفوق على رفعت السعيد في ذلك فهدفنا واحد ومبتغانا واحد وإن كان رفعت السعيد ينتقدهم من مقاعد المعارضة فسأنتقدهم من مقاعد المستقلين -طبعاً سأنضم بعد ذلك للحزب الوطني- وبعد أن أحوز رضاهم السامي -رضا آل البيت- سأودّع الفقر والبؤس والشقاء إلى الأبد،سأرشف من النعيم رشفاً وأرفل في الهناء رفلاً، وطالما أني سأكون من عِلية القوم من الصفوة والوجهاء واصحاب النفوذ؛ فلن يهمني وقتها من يحكم مصر الأب أو الإبن أو غيرهما،وسأردد معهم مات الملك عاش الملك وكمان حفيد الملك.

كم أنا ناكر للجميل، كيف أغرق في ما أنا فيه الآن من سعادة غامرة وفرحة كبيرة بهذه الثروة الطائلة التي هبطت عليّ صباح اليوم السادس من مايو المجيد دون الإعلان عن شكر واجب لمن تسبب في كتابة هذا المقال؟،الفضل لله الذي فتح عليّ بكتابة هذا المقال مفتاح الثروة، ثم إلى من أوحيا إليّ بفكرة المقال وهما سعادة السفير الإفتراضي
H.E. Virtual Ambassador
والحمقاء، شكراً لكما فقد كنتما سبباً في هذه الثروة التي لم يكن ليتوقعها بائس مثلي -عفواً سابقاً- فلم أعد بائساً فقدر ربحت ورب الكعبة ثلاثمائة ريال قطري عداً ونقداً (82 دولار وتسعة عشر سنتاً)، وعقبال عندكم جميعاً ونلتقي معاً في منتديات صفوة المجتمعات الراقية وليس في المنتديات الإفتراضية التي أدمنها سعادة السفير الإفتراضي والحمقاء سبب حصولي على الجائزة، أقصد الثروة


رابط المقال الثروة بجريدة الراية القطرية
http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=246671&version=1&template_id=27&parent_id=23

رابط المقال الثروة بجريدة المصريون

No comments: