الحُجّة والتبيان حول تساؤل مرشد الإخوان
من المسؤول عن مقتل السفير المصري ؟
لم نكن بحاجة إلى هذا التساؤل "الثعلبي" الماكر الذي طرحه المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في تعليقه على مقتل السفير المصري في العراق لكي نعي وندرك ثم نفهم من المسؤول عن وقوع هذه الجريمة النكراء، فالمرشد يتوهم أنه يصدمنا بسؤاله هذا لكي تسوقنا الإجابة عليه – حسب ظنه- إلى الاتجاه الذي يريده "فضيلته" ومن ثم توجيه أصابع الاتهام إلى جهة واحدة بعينها لتكون المسؤولة عن هذا الفعل الشنيع وهي في رأيه الحكومة المصرية لكي نصب جام غضبنا عليها فقط لأن العلاقة بين جماعته والحكومة ليست على ما يرام وأن "التفاهم" المتبادل بينهما لم يعد سيد الموقف هذه الأيام.
نعم، الحكومة المصرية أخطأت عندما أرسلت سفيرها وأحد أبنائها إلى العراق أو لنقل "جهنم الحمراء" في ظل هذه الظروف الأمنية السيئة للغاية، ولا يخفى على أحد أن الأمن سلعة مفقودة في بلاد الرافدين ولا ينعم به أحد حتى قاطني المنطقة الخضراء.
ولكن لم يكن النظام في مصر فقط هو المسؤول الأول والأخير كما يريد أن يقنعنا المرشد بسؤاله، فالمسؤول الأول عن هذه الجريمة في رأيي هو التعصب الأعمى الذي يرتدي عباءة الدين ويتحدث بإسمه وهو منه براء، حيث وجدنا "حجة الإسلام" الزرقاوي قد أجاز قتل السفير دون أدنى اعتبار لقيم أو مبادئ، فهذا الشخص وجماعته يجسدون أحقر أشكال الديكتاتورية والاستبداد على وجه الأرض، وذلك عندما يسمح لنفسه ويجيز لها أن يقبض بيديه الملطختين بدماء الأبرياء على جميع السلطات فهو يشرّع ويحكم ثم ينفذ، ويدّعي أنه يتحدث باسم الإسلام الذي هو بريء منه ومن أمثاله الذين يسيئون للإسلام أيما إساءة.
أي إسلام هذا الذي يجيز قتل إنسان بريء مُسالم أعزل لم يأت من مصر إلى العراق لكي يخطط لاحتلاله بعد أن ينجح الزرقاوي وجماعته في طرد الأمريكان من العراق ! فالزرقاوي وأمثاله عندما يقترفون هذه الأفعال الآثمة إنما يطيلون أمد الاحتلال ويشوهون صورة المقاومة العراقية المناضلة التي لابد أن يكون لها دور واضح ورأي لا لبس فيه إزاء أفعال هذا الزرقاوي التي تسيء إلى القضية العراقية العادلة.
حكومة الجعفري هي أيضاً مسؤولة عن وقوع هذه الجريمة، فهذا التقصير في حماية السفير يكشف أن هواها يتجه شرقاً، وقديماً قالوا "الهوى غلاّب"، ومن المعلوم أن حماية أفراد البعثات الدبلوماسية هي مسؤولية حكومة الدولة المُضيفة هذا إذا كان في العراق حكومة أصلاً.
وقبل كل هؤلاء يأتي دور اللاعب الرئيس ومن له اليد العليا في العراق الجديد وهي القوات الأمريكية التي يزيد عددها عن مائة وخمسون ألف جندي التي لابد أن تحمي البعثات الدبلوماسية التي سيقت إلى الجحيم بناءاً على "طلب" أمريكي، ولكنني سمعت الآن من يقول لي إن أفراد تلك القوات لا يستطيعون حتى حماية أنفسهم من فتك الجماعات المسلحة في العراق فكيف إذن نحملها ما لا طاقة لها به ونطلب منها حماية أفراد البعثات الدبلوماسية؟
إذن نحن أمام مأساة إنسانية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وليس من اللائق أن تستغل أي جهة أو جماعة هذا المشهد الكئيب لتحقيق مكاسب سياسية وقتيه بطريقة تكشف انتهازية سياسية بغيضة تسعى إلى تحقيق أهداف ومآرب لن تتحقق ولو حتى في أحلام أكثر أعضاء تلك الجماعة تفاؤلاً.
فكيف يتحدث هؤلاء باسم الدين وفي نفس الوقت يطأون بأقدامهم الثقيلة جثمان شهيد ومشاعر أُناس فقدوا عائلهم الوحيد، كل ذلك في صراع "وقتي" بينهم وبين طرف آخر تجدهما في أغلب الأحيان في حالة "تفاهم مشترك".
من المسؤول عن مقتل السفير المصري ؟
لم نكن بحاجة إلى هذا التساؤل "الثعلبي" الماكر الذي طرحه المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في تعليقه على مقتل السفير المصري في العراق لكي نعي وندرك ثم نفهم من المسؤول عن وقوع هذه الجريمة النكراء، فالمرشد يتوهم أنه يصدمنا بسؤاله هذا لكي تسوقنا الإجابة عليه – حسب ظنه- إلى الاتجاه الذي يريده "فضيلته" ومن ثم توجيه أصابع الاتهام إلى جهة واحدة بعينها لتكون المسؤولة عن هذا الفعل الشنيع وهي في رأيه الحكومة المصرية لكي نصب جام غضبنا عليها فقط لأن العلاقة بين جماعته والحكومة ليست على ما يرام وأن "التفاهم" المتبادل بينهما لم يعد سيد الموقف هذه الأيام.
نعم، الحكومة المصرية أخطأت عندما أرسلت سفيرها وأحد أبنائها إلى العراق أو لنقل "جهنم الحمراء" في ظل هذه الظروف الأمنية السيئة للغاية، ولا يخفى على أحد أن الأمن سلعة مفقودة في بلاد الرافدين ولا ينعم به أحد حتى قاطني المنطقة الخضراء.
ولكن لم يكن النظام في مصر فقط هو المسؤول الأول والأخير كما يريد أن يقنعنا المرشد بسؤاله، فالمسؤول الأول عن هذه الجريمة في رأيي هو التعصب الأعمى الذي يرتدي عباءة الدين ويتحدث بإسمه وهو منه براء، حيث وجدنا "حجة الإسلام" الزرقاوي قد أجاز قتل السفير دون أدنى اعتبار لقيم أو مبادئ، فهذا الشخص وجماعته يجسدون أحقر أشكال الديكتاتورية والاستبداد على وجه الأرض، وذلك عندما يسمح لنفسه ويجيز لها أن يقبض بيديه الملطختين بدماء الأبرياء على جميع السلطات فهو يشرّع ويحكم ثم ينفذ، ويدّعي أنه يتحدث باسم الإسلام الذي هو بريء منه ومن أمثاله الذين يسيئون للإسلام أيما إساءة.
أي إسلام هذا الذي يجيز قتل إنسان بريء مُسالم أعزل لم يأت من مصر إلى العراق لكي يخطط لاحتلاله بعد أن ينجح الزرقاوي وجماعته في طرد الأمريكان من العراق ! فالزرقاوي وأمثاله عندما يقترفون هذه الأفعال الآثمة إنما يطيلون أمد الاحتلال ويشوهون صورة المقاومة العراقية المناضلة التي لابد أن يكون لها دور واضح ورأي لا لبس فيه إزاء أفعال هذا الزرقاوي التي تسيء إلى القضية العراقية العادلة.
حكومة الجعفري هي أيضاً مسؤولة عن وقوع هذه الجريمة، فهذا التقصير في حماية السفير يكشف أن هواها يتجه شرقاً، وقديماً قالوا "الهوى غلاّب"، ومن المعلوم أن حماية أفراد البعثات الدبلوماسية هي مسؤولية حكومة الدولة المُضيفة هذا إذا كان في العراق حكومة أصلاً.
وقبل كل هؤلاء يأتي دور اللاعب الرئيس ومن له اليد العليا في العراق الجديد وهي القوات الأمريكية التي يزيد عددها عن مائة وخمسون ألف جندي التي لابد أن تحمي البعثات الدبلوماسية التي سيقت إلى الجحيم بناءاً على "طلب" أمريكي، ولكنني سمعت الآن من يقول لي إن أفراد تلك القوات لا يستطيعون حتى حماية أنفسهم من فتك الجماعات المسلحة في العراق فكيف إذن نحملها ما لا طاقة لها به ونطلب منها حماية أفراد البعثات الدبلوماسية؟
إذن نحن أمام مأساة إنسانية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وليس من اللائق أن تستغل أي جهة أو جماعة هذا المشهد الكئيب لتحقيق مكاسب سياسية وقتيه بطريقة تكشف انتهازية سياسية بغيضة تسعى إلى تحقيق أهداف ومآرب لن تتحقق ولو حتى في أحلام أكثر أعضاء تلك الجماعة تفاؤلاً.
فكيف يتحدث هؤلاء باسم الدين وفي نفس الوقت يطأون بأقدامهم الثقيلة جثمان شهيد ومشاعر أُناس فقدوا عائلهم الوحيد، كل ذلك في صراع "وقتي" بينهم وبين طرف آخر تجدهما في أغلب الأحيان في حالة "تفاهم مشترك".
No comments:
Post a Comment