Thursday, August 25, 2005


الفساد الأخلاقي في الكازينوهات الفضائية

"يجب علينا عدم الترويج لتلك الفضائيات بأعيننا وأيدينا، فالباطل يموت بتجاهله"

كان هذا هو تعليق د.عمر عبد الكافي في برنامجه الإسبوعي الرائع "هذا ديننا" الذي تعرضه قناة الشارقة الفضائية في التاسعة والنصف من مساء الجمعة، وكان هذا تعليقاً على ذلك التكاثر السريع والغريب لتلك الفضائيات التي تروج للخلاعة والعري والإنحلال الأخلاقي عبر مائعات الفضائيات والراقصين والراقصات والمطربين والمطربات تحت مسميات زائفة وأقاويل مضللة مثل الحرية الثقافية والباذنجانية إلى آخره، وما في ذلك من تحقير وتهوين واستخفاف بالمرأة عبر تصويرها بأنها مجرد جسد يُعرض أمام اللاهثين وراء إشباع غرائزهم البهيمية، وهو ما يجعلنا نتساءل في حيرة هل هذه هي المرأة ؟ هل هذا ما يريدونه لها ؟ أين عقلها ؟أين ثقافتها؟ أين كرامتها؟ أين دورها وهي التي أكرمها الإسلام وجعلها كالدّرة المصونة.

ومن خلال قراءتنا لذلك التعليق وهذا الرأي الجامع الشامل للدكتور عمر عبد الكافي أعتقد أننا أمام وصفة ناجعة شافية من ذلك الداء الذي إستشرى في فضائنا وإنتشر مثل النار في الهشيم في شكل كازينوهات فضائية تهدف أولاً وأخيراً إلى مخاطبة الغرائز والإثارة عبر إيحاءات بذيئة مبتذلة، فالحل هو تجاهل تلك القنوات وأن نتوقف عن الترويج لها بأعيننا بالإعراض عنها والتوقف عن مشاهدتها وألا نروّج لها بأيدننا باستخدام جهاز التحكم عن بُعد "الريموت كونترول" أي يجب أن ننتقل إلى قنوات أخرى مفيدة وما أكثرها، وسيكون من الأفضل في كل الأحوال هو حذف تلك القنوات من قائمة القنوات نهائياً، فبهذه الطريقة ستموت لا محالة فالمشاهدين بالنسبة لتلك الكازينوهات الفضائية مثل الماء بالنسبة للنبات، وإذا توقف المشاهدون عن متابعتها ستنعدم أسباب الحياة فيها وستنتهي إلى غير رجعة وستصبح شيئاً من الماضي.

فعندما تقوم تلك الفضائيات الفاسدة في المتاجرة بالعري ومخاطبة الغرائز والعودة بنا إلى عصور النخاسة عبر المتاجرة في أجساد النساء وتقديم سلعة رخيصة مفسدة للمشاهد لا تخرج عن كونها سلعة غرائزية بالدرجة الأولى، فإنها بهذه الطريقة تحتقر المشاهد نعم تحتقره وتستخف به وبعقله وتفترض فيه السذاجة والتفاهة والغباء، وكأنه لا هم له في هذه الدنيا إلا مشاهدة العري كليب أو الفيديو كليب خلاعة، وطالما أن القائمين على أمر تلك الكازينوهات الفضائية ينظرون إلينا نحن المشاهدين هذه النظرة الدونية ويفترضون فينا سفاهة العقول وما أعظمه من استخفاف بذلك الإنسان الذي كرّمه الله، وخاصة عندما تسفه من عقله وتستهين به وهو أمر كما تعلمون عظيم، فالأجدر بنا نحن معشر المشاهدين أن نعاملهم بالمثل وأن نحقّر سلعتهم الفاسدة المفسدة وأن نتوقف عن الترويج لها، فمن يحتقرك عزيزي المشاهد رُدّ له الصاع خمسمائة ألف صاع ولا تُضيع وقتك الثمين لكي يستفيد منه ذلك الذي ينظر إليك باحتقار ويفترض فيك أن كل ما يهمك فقط في هذه الحياة هو النظر إلى المائلات المتمائلات.

وفي النهاية أود أن أقول إنه يؤلمني جداً إصرار تلك القنوات المُنحلة أخلاقياً على الإعلان عن مواعيد برامجها التافهة وأفلامها الخليعة بتوقيت مكة المكرمة أو السعودية.

نداء إلى أسارى الكليبات: إن راحـة البال وصفاء النفس وسمو الذات وسكينة الروح تأتي فقط من الإستماع إلى كلام الله وتدبر معانيه، لا إلي ذلك المغني الراقص أو تلك المغنية المائلة المتمائلة.






No comments: