Wednesday, December 26, 2007

مناسبة تستحق الاحتفـال

منذ عام مضى كتبت تحت عنوان
No Celebrations, It doesn't deserve
"مناسبة لا تستحق الاحتفال".
لكن هذه المرة ولأول مرة أرى أنها بحق "مناسبة تستحق الاحتفال"..
لكن هناك معضلة هي كيف يتسنى لنا التعبير عن امتناننا لمن لهم الفضل في ذلك.
هذه هي المشكلة.
لكن عزاءنا أنهم يعرفون جيداً السبب؛ فقد خبروا أن ما نحمله تجاههم يحتاج إلى لغة أخرى غير اللغات المتداولة في عالمنا لكي نتمكن من إيصال القليل منه.
فالتمسوا لنا العذر كما عهدناكم منذ عرفناكم.
وكل عام ونحن معاً على طريق الخير

Sunday, November 11, 2007


كيـف تتعـرّف على الصفـر الفضـائي

نتحدث في هذه الحلقات المتواصلة والممتعة - على الأقل بالنسبة لي- عن نموذج مدمر تتجسد فيه الازدواجية العربية المعروفة،فهو يعيش بشخصيتين متناقضتين واحدة في العلن والأخرى في الخفاء بعيداً عن أعين الناس،وهو نموذج ينشط في دروب ومتاهات الانترنت الواسعة ويتخذ من المنتديات النافعة على الشبكة مرتعاً لاشباع نزوات صبيانية ابتليت بها نفسه المريضة، حيث يضيع جل وقته والذي هو حق عليه لأسرته في نسج شراك كيده وخداعه للايقاع بالفتيات في علاقات غير مشروعة ويستخدم في سبيل ذلك كل الحيل التي في جعبته المفخخة ويعينه على ذلك أمران الأول رفاقه من شياطين الجن والذين لو جهروا بما لديهم لشهدوا ببراعته في حرفته وتفوقه في جريمته ولخلعوا عليه رداء التفوق الابليسي من الطبقة الدنيا شهادة منهم بتميز أحد نظرائهم من بني الإنس، والأمر الثاني هو أي حمقاء ساذجة تافهة لم تحفظ أمانة أودعها أهلها إياها عندما تسمح لنفسها أن تكون أداء أو وسيلة يستخدمها ذاك المريض في تحقيق مآربه الفاسدة المفسدة.
قلنا في الحلقة السابقة أن مثل هذا النموذج ما هو إلا صفر فضائي لأنه لا يفعل ذلك ببنات الناس إلا أصفار البشر رغم أنه يعلم جيداً أنه كما تدين تدان وأن ما يقترفه في الخفاء بعيداً عن أعين الناس يراه ويراقبه عادل لا يُظلم عنده أحداً وإن لم يتب فسيرى ذاك السوء في أقرب الناس إليه،ولكنه للأسف يتناسى هذه الحقيقة طالما أن لا أحد من بني البشر يعرف حقيقته المدمرة إلا ضحاياه ولو تفضلت كل واحدة منهن بسرد تفاصيل خيبتها التقيلة لسمعنا روايات وحكايات لن تسعها عدة مجلدات، لكن السؤال هو كيف يمكن التعرف على هذا الصفر من بين آلاف الأعضاء في كل منتدى على الشبكة؟
بداية نكرر أن الصفر الفضائي لا يرتاد المنتديات التافهة وإلا كنا تركناه وشأنه فهو في تلك الحالة سيرتع في بيئته وينشط في وسطه، ولكن للأسف نجد أن منابره هي المنتديات النافعة على الإنترنت وإليكم هذه العلامات على الطريق ترشدكم بسهولة للتعرف على ذاك الصفر التافه ثم محوه من بؤرة احترامكم ومن ثم من حياتكم كلها فمثل هذه الأصفار لا تجلب إلا السوء وضرها أكثر من نفعها هذا إن كان فيها من النفع شيء.
تابع تعليقاته المنمقة المسمومة في المنتديات على أي "شخبطة" لأي سيدة أو فتاة حتى وإن كانت لا تحمل من صنف النساء إلا إسمها،حيث يتفانى ويجتهد في نحت التعليقات وتجميل العبارات وتزيين الكلمات على أي مشاركة لا قيمة لها ولكن قيمتها بالنسبة له أنها قد صدرت من أنثى،فعندما تقرأ تعليقاته على مشاركات تافهة أو شخبطة خطتها يد أنثي ستتعجب وربما تتهم نفسك بالغباء لأنك لم تفهم ولم تقرأ ما بين سطور تلك الشخبطة الأنثوية !
في إحدى المرات حدثني أخ لي عن دهشته من هذه النقطة وكان منفعلاً جداً وكاد أن يتهم نفسه بأن عنده قصور في الفهم بسبب هذه التعليقات على مشاركات قرأها ولم يجد فيها ما يستحق كل هذا الثناء وكأنك تقرأ تعليقاً على قطعة أدبية رائعة للمتنبي أوعنترة العبسي! ولأن أخي هذا على سجيته وقد أنعم الله عليه بفطرة نقية لم يخطر بباله أن تكون لصاحب التعليق مآرب أخرى من وراء كلمات المدح والثناء التي يجب أن يعاقب عليها القانون!
الصفر الفضائي أينما حل أو ارتحل من منتدى إلى آخر يحيط نفسه بزمرة أو شلة جلهم إن لم يكن كلهم من النساء، يطبلون ويهللون له حتى يصير عيد ميلاد "المجيد" حدثاً فارقاً في تاريخ الأمة !وإياك ثم إياك أن توجه إليه أي نقد،فهو لن يرد على نقدك ولكنه سوف يوحي لهذه الزمرة من المطبلين بأن ينطلقوا للهجوم على شخصك كأنهم مجموعة من الدبابير وسوف ينهشونك بكل ما أوتوا من قوة لأنك تجرأت واقتربت من حِماه "الطاهر".
بما أن الصفر الفضائي هدفه معروف ومبتغاه مكشوف،فإن آراءه في قضايا أمته الجوهرية باهتة لا قيمة لها،فهو لا يشغل باله بمثل هذه الأمور التي لا تهمه ولا علاقة لها بنزواته الصبيانية التي يسعى جاهداً لاشباعها، علاوة على أنه ربما يكون هو نفسه جزء من نظام فاسد،وكثيراً ما تقرأ له كلاماً لا يساورك أدنى شك أنه يخرج من نفس البوق الذي تحمله زمرة فاسدة من المثقفين الذين يطبلون ويهللون لأي نظام عربي فاسد ويزينون له سوء عمله فيراه حسناً وزي الفل !
رابط المقال بجريدة الراية القطرية


Monday, October 22, 2007

أصفـار فضائيـة


بعد غياب دام أسابيع عدة ها نحن نعد العدة لنعود بعد كل هذه المدة إلى حلقاتنا الممتدة التي نحذر فيها منذ مدة من خطر يحيط بنا وبيوتنا من جهات عدة،حيث نتناول فيها ظاهرة أشباح الإنترنت الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون، وقلنا من قبل إنهم ذكور من أبناء جلدتنا لا يرقبون في بناتنا إلا ولا ذمة،وقد ارتضوا لأنفسهم الدنيئة أن يعيشوا حالة عجيبة من التناقض بين سرهم وعلانيتهم فهم في الحقيقة فاسدون مفسدون وأمام الناس في العلن مصلحون ناهضون يسعون إلى نهضة أمتهم وتقدمها بينما هم في سعي دائم لاتخاذ المنتديات النافعة على الانترنت منبراً لاصطياد الفتيات الحمقاوات والإيقاع بهن في علاقات توصلهن إلى نهايات مأساوية لا ينفع بعدها أي ندم وتكون جل الخسارة من نصيب هذه الحمقاء على الأقل من سمعتها بين الناس.
ولم أرد من هذه الحلقات المتواصلة إلا أن تكون جرس إنذار لنا لكي نتنبه لهذا الخطر الحقيقي الذي يهددنا جميعاً فمن منا ليس له أختاً أو ابنة أو زوجة مضطرة للدخول إلى الشبكة العنكبوتية التي تزخر بالكثير من الفوائد لكن تفسدها مثل هذه الكائنات الضارة، وقلنا إن كل واحد من هذه الجراثيم الفضائية بمكره وخبثه ودناءة سعيه هو بمثابة حسام أو سيف في يد الشيطان يضرب به وبقوة العفة
والالتزام والحياء عند بناتنا عبر أساليب شتى من الحيل الماكرة والكلام المعسول وخدماته التي يبدو للحمقاوات أنها بدون مقابل وكأن سعادته جمعية خيرية تسعى لخير البشر عامة وصنف النساء خاصة!
منذ ما يزيد عن عشر سنوات سافر زوج شقيقتي الكبرى للعمل بالمملكة العربية السعودية،ولم تكن قد انتشرت بعد الهواتف ووسائل الاتصال الأخرى كما هو الحال عليه هذه الأيام،ولم يكن من وسيلة للتواصل بين زوج قهرته ظروف المعيشة القاسية واستكثرت عليه العيش حياة كريمة مع زوجته ووسط أولاده وبين زوجة تحملت المسؤولية كاملة بعد سفر الأب ووزعت جهدها بين رعاية بيتها وأولادها وبين عملها إلا الرسائل البريدية العادية.
ثلاث سنوات أو يزيد قضاها هذا الزوج في غربته بعيداً عن زوجته وأولاده ينتظر رسالة واحدة منهم في كل شهر وأحياناً أكثر من شهر،حيث تصل رسالته لهم بعد أكثر من أسبوعين ثم يستغرق الرد أسبوعين آخرين للوصول يعني شهر كامل على الأقل إلى أن تستلم منه الزوجة رأي في أمر ما أو توصية بعمل شيء أو إرسال نقود أو غير ذلك من الأمور التي لا تستطيع الزوجة أن تقطع فيها برأي بمفردها فما عليها إلا إرسال رسالة تطلب رأي الزوج المغترب،وكثيراً ما كانت تتأخر الرسائل في الوصول فيضيع معها الوقت في الانتظار والقلق،ومن ثم تعليق البت في كثير من الأمور لحين وصول رسالة الأب وفي كثير من الأحيان كانت تضيع الرسائل في البريد ولا تصل.
تخيلت الآن كيف لو أن سفر الزوج كان في مثل هذه الأيام التي انعم الله بها علينا بنعمة الانترنت فهي نعمة عظيمة اختصرت المسافات والوقت في لحظات قليلة وجهد لا يذكر، وقد تخيلت كيف كان الوضع سيكون لو توفر لهذين الزوجين وسيلة للتواصل مثل الإنترنت كيف كان سيختلف الوضع بالنسبة لهما،فبكل تأكيد لو توفرت لهما آنذاك نعمة عظيمة مثل الانترنت لكانت حياتهما أسهل بكثير،وأنا أعلم جيداً بحكم معرفتي بهذين الزوجين أنهما كانا سيحمدان الله ويشكرانه على هذه النعمة العظيمة لأنها وفرت لهما وسيلة سهلة وسريعة للتواصل معاً والزوج بعيداً عن أسرته.
هذه هي حال الدنيا وحال البشر،بين شكر وجحود ،ليس فقط جحود النعمة وعدم شكر الله عليها بل واستخدامها فيما يغضب الله،فكثير من الناس قد أنعم الله عليهم بهذه النعمة العظيمة ولكنهم يستخدمونها فيها يغضب الله مثل هذا النموذج الذي تتناوله هذه الحلقات-حسام الشيطان- فهو لا يشكر الله على نعمة أنعمها عليه بل ويستخدمها في مبارزة الله بالمعاصي عبر التربص بالفتيات واصطياد الحمقاوات والتغرير بهن عبر كلام معسول وحديث مسجوع في السم منقوع،ويقضي الساعات الطوال متطلعاً إلى شاشة الحاسوب ينظر إلى فتاة لا يحق له النظر إليها فضلاً عن تبادل كلمات الهوى والعشق معها مع أن أسرته أولى بكل هذا الوقت الذي يضيعه في تلك الممارسات الصبيانية التافهة.
بيني وبين الرياضيات وعالم الحسابات عامة تنافر يصل إلى حد القطيعة لكني ما زلت أذكر ما كان يردده مدرس الرياضيات في الصفوف الأولى بالمرحلة الابتدائية لدرجة أني كنت أقول ليته يسكت،فقد كان يردد بلا ملل أن الصفر على يسار الرقم لا قيمة له أما إذا جاء على يمين الرقم فله قيمة كبيرة.
هذا هو صفر الحساب لكن الصفر "الفضائي" هو في كل الحالات صفر تافه لا قيمة له ولا وزن،وأراه كفيروس مدمر لنفسه ولمن حوله،فهو صفر ينبغي استئصاله حتى لا يستشرى خطره وينتشر سمه وتتعالى حرفته وتزدهر تجارته ويعلو صوته، فهو صفر لأنه لا يفعل ذلك إلا أصفار البشر وهي أيضاً صفر مثله لأنها سمحت لأحمق،صفر، أن يسرح بها ويستغلها لكي يشبع نزواته الصبيانية.
فيا ترى متى سننجح في محو مثل هذه الأصفار المدمرة من حياتنا؟
رابط المقال بجريدة الراية القطرية
رابط المقال بجريدة المصريون

Friday, October 12, 2007

صلاة عيد الفطر المبارك
(مصلى بن محمود بالدوحة، 12/10/2007)













































Tuesday, September 11, 2007

مرحباً بكم في دبي الأخـرى



اعتدت أن أمكث بعد صلاة الفجر ساعة على الأقل قبل أن أذهب للنوم مرة أخرى،ساعة أو أكثر أقضيها غالباً في القراءة في هذا الوقت الذي أعشقه، فما أجمل أن تكون مستيقظاً والناس نيام،بالنسبة لي أجده شعوراً لا يوصف خاصة عندما تتابع بزوغ أول ضوء ليوم جديد ثم شروق شمس هذا اليوم وأنت مستيقظ وغيرك نائم غافل فاتته هذه اللحظات الفارقة من عمر هذا الوافد الجديد.
في هذه المرة جلست أنظر من شرفة غرفتي بالفندق الذي أقمت به خلال رحلة عمل إلى مدينة دبي التي ملأت شهرتها الآفاق،وتأملت من هذا الارتفاع الشاهق الهدوء الرهيب الذي يخيم على شوارع هذه المدينة وهو الهدوء الذي يسبق يوماً جديداً من الحركة والبيزنس والنشاط الذي تعج به هذه المدينة ذائعة الصيت.
وأنا أتجول بناظري على المباني العديدة متوسطة الارتفاع والتي تحيط بالفندق أذهلني منظر غريب وأصابني بالإحباط حزناً على هؤلاء الذين أحسب أنهم هم مَنْ تحدث عنهم المنفلوطي رحمه الله في مقدمة كتابه العبرات الذي أهداه إليهم قائلاً "الأشقياء في الدنيا كثير وليس في استطاعة بائس مثلي أن يمحو شيئاً من بؤسهم إلا أن أسكب بين أيديهم هذه العبرات عليها استطاعة بائس مثلي أن يمحو من بؤسهم وشقائهم،فلا أقل من أن أسكب بين أيديهم هذه العبرات علهم يجدون في بكائي عليهم تعزية وسلوى".
وها أنا ذا أيضاً أسكب بين أيديهم هذه العَبَرة التي أرجو لها أن تكون صرخة مدوية علّها تخترق الحُجب لتصل إلى كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
فقد رأيت العديد من الأشخاص،لم أهتم بمعرفة جنسياتهم أو هل هم من العرب أو العجم،المهم أنهم مجموعة من بني البشر نائمون،فقد رأيتهم نياماً على أسطح هذه البنايات يفترشون الأرض ويلتحفون السماء في هذه الحرارة المرتفعة والرطوبة التي لا تطاق.
هذا الأمر لا يحتاج مني ولا من غيري إلى تفكير عميق عن سبب "تفضيل" هؤلاء الأشخاص النوم فوق أسطح هذه البنايات في هذا الجو القاس والإجابة هي أنهم من المقيمين الأجانب في هذه المدينة القاسية، ومن المعلوم أن إيجارات المساكن قد ارتفعت بصورة لا يمكن لأمثال هؤلاء تحملها لدرجة أن الكثيرين منهم لا يجدون ما يكفي لسداد قيمة مكان متر في متر بغرفة في أي بقعة من هذه المدينة.
في حواري مع الكثير من الزملاء المقيمين هناك علمت أنه وبعد الارتفاع الهائل في إيجارات المساكن لاذ الكثير من المقيمين في دبي بالفرار من غلاء الإيجارات ولجأوا إلى السكنى في الإمارات الأخرى القريبة مثل الشارقة مع أن مقار عملهم في دبي لدرجة أن طريق الشارقة دبي الذي يستغرق أقل من عشرين دقيقة في الأوقات العادية يقطعه المسافرون في الصباح من أماكن سكنهم في الشارقة إلى مقار عملهم بمدينة دبي في ساعتين أو أكثر.
وقد نتج عن هذا الغلاء غير المبرر استغلال أصحاب العقارات للمستأجرين في ظل غياب القوانين الرادعة التي تحكم العلاقة بين المالك والمستأجر،وقد انتعش سوق تأجير العقارات بصورة لم يسبق لها مثيل وهو ما تبعه زيادة معاناة محدودي الدخل،ويكفي أن أقول أن هناك من قال لي أنه من الناس من يستأجر البناية ثم يقوم بإغلاق موقف السيارات المخصص أسفل البناية ويقوم بتقسيمه وإعادة تصميمه إلى شقق صغيرة ليجني من ورائها أرباحاً طائلة..حقاً إنه فن استغلال مواقف السيارات!!
لأنني مصري أعتز بمصريتي وأشعر وأتألم بمعاناة الناس عامة وخاصة من أبناء بلدي فقد قفزت إلى ذهني صورتان تكونان مع هذه الحالة ما يمكننا أن نطلق عليه "التسطيح على هامش الحياة" ففي مصر يلجأ الفقراء البؤساء من أبناء بلدي الذين لا يطيقون تحمل تكاليف السفر من مكان إلى آخر داخل مصر إلى "التسطيح" فوق أسطح القطارات وهو موقف يتشابه مع "تسطيح" هؤلاء المقيمين فوق أسطح بنايات دبي،ولكنهما يشتركان في أن كلا النموذجين "تسطيح على هامش الحياة" في هذه الدنيا الظالم أهلها.
الصورة الثالثة قرأت عنها في رواية عمارة يعقوبيان لعلاء الأسواني،والتي تحدث فيها عن مجموعة -من بني البشر أيضاً- يسكنون سطح بناية فخمة وسط القاهرة وهي لا تختلف عن تسطيح المقيمين بهذه الإمارة الخليجية فوق بنايات دبي مدينة البيزنس والصفقات.
لا أستطيع أبداً أن أنسى مقولة
"بثينة" خطيبة طه الشاذلي في هذه الرواية الرائعة عندما قالت له: "البلد دي مش بلدنا يا طه.دي بلد اللي معاه فلوس.اعمل فلوس يا طه تكسب كل حاجة أما لو فضلت فقير هتندهس دهس.."،وأعتقد أن مقولة بثينة هذه تصلح للنماذج الثلاثة للتسطيح التي تحدثنا عنها.
أن يحدث هذا في مدينة غربية تحكمها المادة ويغلب على حركة المجتمع فيها مذهب البراجماتية أو المنفعاتية فهذا أمر لا غرابة فيه، ولكن أن نرى هذا في مجتمع عربي مسلم فهذا شيء عجيب،أن تعاني شريحة كبيرة من المقيمين في بلد عربي مسلم بغض النظر عن دياناتهم أو جنسهم وتضطرهم قسوة الظروف إلى المبيت فوق أسطح البنايات فهذا أمر لا يقبله شرع ولا دين ولا مروءة.نحن مسلمون والرحمة من صفات الله عز وجل التي ينبغي أن يتحلى بها البشر جميعاً وخاصة نحن الذين قال فينا الله عز وجل "كنتم خير أمة أخرجت للناس"،فهؤلاء المساكين قد قهرتهم قسوة الظروف في بلدانهم الأصلية واستكثرت عليهم العيش حياة كريمة بين أهلهم وذويهم فآثروا الهروب من ذاك الواقع التعيس في بلدانهم علهم يجدون في بلادنا العربية المسلمة ما افتقدوه هناك في بلدانهم، فهل يعقل أن يلحق بهم البؤس والتعاسة أينما ذهبوا؟! هل كتب عليهم الشقاء هنا وهناك ؟ألا يكفي معاناتهم جراء غربتهم التي تدوم لسنوات بعيداً عن أهلهم وأحبتهم؟ يا قوم ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.



رابط المقال بجريدة المصريون






Wednesday, September 05, 2007

حسـام الشيطان إنترناشونال


جميل جداً أن يحظى هذا الموضوع بكل هذا الاهتمام الذي هو بالفعل يستحقه،وأجمل من ذلك أن يصير هذا المسمى "حسام الشيطان" بمثابة أيقونة تحمل كل صفات تلك الشخصية الفضائية غير السوية التي تعيش بيننا ولكنها تغرق في بحر من الازدواجية والتناقض بين ما تدعيه وتنادي به في العلن وبين ما تقترفه في الخفاء بعيداً عن أعين الناس،ونذكر هنا مرة أخرى بقول الشيخ محمد الغزالي رحمة الله عليه في كتابه الماتع، خُلُق المسلم، " ..على أن الإنسان ينبغي أن يخجل من نفسه كما يخجل من الناس، فإذا كره أن يروه على نقيصة فليكره أن يرى نفسه على مثلها، إلا إذا حسب نفسه أحقر من أن يستحي منها. وقد قيل : من عمل في السر عملاً يستحي منه في العلانية فليس لنفسه عنده قدر".

وهذه السلسلة المتواصلة من الحلقات ما هي إلا جرس إنذار لكل فتاة أو سيدة مضطرة للتعامل مع شبكة الانترنت لكي تأخذ حذرها من مثل هذه الكائنات العنكبوتية السامة التي تسبح في فضاء الانترنت الواسع وقد قلنا في مرات سابقة إن الواحد من هؤلاء بمكره وخبثه ودناءة سعيه هو بمثابة حسام أو سيف في يد الشيطان يضرب به وبقوة العفة والالتزام والحياء عند بناتنا عبر أساليب شتى من الحيل الماكرة والكلام المعسول والخدمات التي يبدو أنها بدون مقابل إلى أن تطمئن إليه هذه الساذجة إلى أن "تقع الفأس في الرأس" ثم يهرب هذا الثعلب الماكر ليستعد للإجهاز على ضحية أخرى..عفواً ساذجة أخرى، وتكون جل الخسارة من نصيب هذه الحمقاء على الأقل من سمعتها بين الناس وقد كنت أسمع أمي،بارك الله في عمرها، تقول لأخواتي "إن سمعة الفتاة مثل الثوب الأبيض الناصع يظهر فيه أي غبار ولو قلّ".

ما يجعلني أشعر بالسعادة أيضاً هو ذلك التفاعل من إخواني وأخواتي من القراء الذين لولا تعليقاتهم القيّمة لما استمرت هذه الحلقات،ولكني استغرب حقاً مما يصلني من هجوم بعض الأشخاص الفضائيين بسبب هذه السلسة المتواصلة التي أنتقد فيها نموذجاً سيئاً يهددنا جميعاً فمَنْ منا ليس له أختاً أو ابنة أو زوجة مضطرة لاستخدام شبكة الانترنت، ولم أجد تفسيراً لكل هذا الغضب والهجوم على شخصي الكريم إلا بسبب ألم "البطحة" التي على رأس كل منتقد شرس،وقديماً قالوا إللي على رأسه "بطحة" يبحث لها عن علاج نفساني بعيداً عني، فأنا لست طبيباً وإنما مترجماً أتعامل مع الجمل والكلمات وليس مع الأمراض والعاهات.

وقد بت أحاول جاهداً كبح جماح تطلعاتي وطموحاتي خشية أن ينطلق العنان من بين يدي فأسبح في أحلامي المشروعة بمستقبل حافل بالأيام المزهرة والليالي الهانئة نتيجة استمرار هذه الحلقات التي صور لي خيالي الواسع أن المستقبل يحمل لها الكثير فربما تُجمع ذات يوم في كتاب أو أنسج من هذه الحلقات رواية تطبق شهرتها الآفاق وينتظر الناس في كل بقاع المعمورة كل سلسلة جديدة منها كما ينتظر القراء في جميع أنحاء العالم –إلا في العالم العربي- كل جديد من رواية هاري بوتر الشهيرة،وهو ما سينتج عنه بكل تأكيد تكدس الأموال في حساباتي المصرفية الخاوية وعندها سأرشف من النعيم رشفاً وأنغمس في الهناء غمساً وأنتقل إلى عالم الصفوة ورجال البيزنس والبورصة وأودع عالم الفقراء البؤساء التعساء الأجراء قائلاً :وداعاً رفاق الأمس فقد لبثت فيكم عمراً قبل هذا.
أفادني أحد القراء الذي رفض الكشف عن اسمه ربما خوفاً من المادة 179 من الدستور المصري،بأنه يعرف شخصاً ذا مركز مرموق في المجتمع يمثل أحد تنويعات حسام الشيطان مع إضافة ميزة شيطانية أخرى وهي أنه mobile يعني متنقل أي لا يكتفي بقضاء الساعات الطوال في الحديث مع الفتيات عبر برامج الدردشة المصورة وغيرها وممارسة هوايته الصبيانية عبر تزيين الكلام لتهيم بكلماته المسمومة كل حمقاء ساذجة أو الحديث معها عبر الهاتف في مرحلة لاحقة؛ ولكنه وبحكم طبيعة عمله تتاح له فرص السفر للخارج باستمرار متنقلاً بين الدول العربية من المحيط الثائر إلى الخليج الهادر حاملاً لواء الوحدة العربية أمة عربية واحدة ذات رسالة مش عارف إيه.
التنويعة التي تحدثنا عنها في السابق لم يصلنا أنه قد التقي بضحاياه إلا نادراً لكونه قابع في كهفه الذي سيأتي يوم وينهار عليه السقف من فوقه وهو ممسك بالماوس وينظر عبر شاشة الحاسوب إلى فتاة لا يحق له النظر إليها فضلاً عن الحديث معها وتبادل كلمات العشق والهوى معها وعندما ينهار سقف هذا الكهف ستأتي إحدى ابنتيه وترى أباها على هذه الحالة المشينة،أي أن التنويعة التي تحدثنا عنها في السابق قابع في مكمنه ولا يلتقي بضحاياه إلا إذا تحركت إحدى الحمقاوات وأخذت زمام المبادرة.
لكن هذه التنويعة الجديدة من حسام الشيطان تمكنه طبيعة عمله في السفر من دولة إلى أخرى وبهذا تتاح له الفرص لأن يلتقي بضحاياه في كل بلد يسافر إليه الباقي لا يحتاج إلى توضيح،ولا أستطيع أن أتصور كم الحماقة والسذاجة التي تتصف بها كل من تسمح لنفسها أن تقع في شراك جرثومة من هذه الجراثيم الفضائية، وما هو تصورها لهدفه من العلاقة معها وخدماته التي يقدمها لها ولمثيلاتها،وإذا كانت تعتقد -كما أوهما- أن هدفه هو النهاية الوحيدة المشروعة لأي علاقة بين رجل وامرأة فلها أن تسأل نفسها:لماذا يتسور البيوت ويقتحم حرماتها عبر شاشة الحاسوب؟!ألا يتفضل سعادته ويأتي البيوت من أبوابها بدلاً من التسلل عبر شاشات حواسيبها؟!
ما يصيبني بالدهشة في كل هذه التنويعات من هذه الشخصية العجيبة هو التناقض الغريب الذي تحمله مثل هذه الجراثيم الفضائية،ولا أدري كيف يستطيع هذا الإنسان المفسد أن يدعي الإصلاح ويدعو إلى إحداث نهضة شاملة وهو نفسه من أهم معوقات أي تقدم وقد شبهناه في المرة السابقة بكيس من الرمل يغل أقدام هذه الأمة يعوق كل تقدم ويعرقل أي نهضة،فكيف لواحد من هؤلاء أن ينادي في البرية ويدعو إلى الفضيلة وهو من أشد المفسدين في الأرض، ثم كيف يغمض له جفن وهو يعلم أنه كما تدين تدان،ألا يخاف الواحد من هؤلاء على بناته أن يتربص بهن ذئب شرس مثل أبيهن الفضائي؟؟
للأسف الشديد نجد أن جل هؤلاء متزوجون وقد رزقهم الله زهرات من زينة الحياة الدنيا ورغم ذلك لا يتورعون عن اقتراف ما هم مقترفون، ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون؟؟!!


رابط المقال بجريدة الراية القطرية
الجزء الأول

الجزء الثاني
الحلقات السابقة من هذه السلسلة المتواصلة

خلّي بالك من بناتك
حسـام الشيطان
حسام الشيطان الهندي

Thursday, August 09, 2007

إنت فاكرني هندي؟!!


حلقة جدية من سلسلة طويلة نتحدث فيها عن نموذج سيء لشخصية تعيش بيننا وتتجسد فيها آفة الازدواجية العربية المعروفة،ولفتنا الانتباه إلى أن هذا النموذج الخطير يتخذ من المنتديات النافعة على الانترنت منبراً لممارسة هواياته الصبيانية في الإيقاع بالفتيات في علاقات غير مشروعة-يسميها هو علاقات فضائية- ويُضيع معهن ساعات طوال أسرته أولى بها منهن،وقلنا أنه بمثابة حسام أو سيف في يد الشيطان يضرب به العفة والالتزام عند بناتنا غبر علاقات غير مشروعة تبدأ عبر الإنترنت،وما تلبث أن تتطور هذه العلاقات الشاذة إلى نتائج لا تحمد عقباها تكون ضحيتها فتاة ساذجة حمقاء غرّها بهرج كلامه الخدّاع وخدماته التي تبدو وكأنها بدون مقابل وحيله الماكرة التي أتقنها جيداً حتى صار متمرساً فيها أو قل متمترساً خلفها.
صديقي الهندي "رافيتشاندران" ذكر لي أن لديهم نسخة هندية من حسام الشيطان مع بعض أوجه الاختلاف بين حسام الشيطان الهندي ومثيله العربي،وسنتطرق هذه المرة إلى أحد أهم أوجه الاختلاف بينهما وانعكاس ذلك على الاختلاف بين الهند وعالمنا العربي،فقد أشار صديقي الهندي إلى نقطة الاختلاف الهامة هذه عندما قال إن آفة الازدواجية غير موجودة تقريباً في النموذج الهندي وتساءل بغرابة ما الذي يجبر حسام الشيطان العربي على أن يعيش بشخصيتين متناقضتين،واحدة أمام الناس وأخرى عندما يخلو بنفسه المريضة،حيث أنها معاناة نفسية له بالدرجة الأولى، وقال إن النموذج الهندي الذي يهوى إقامة علاقات مع الفتيات عبر الإنترنت والتطور فيها إلى مراحل أخرى هو موجود بالفعل لكن ليس هناك ما يجبره على أن يعلن عكس ما يسعى إليه،فالنموذج الهندي –والكلام لصديقي- لا يعلن على الملأ تمسكه بالفضيلة والمثل العليا والعمل على نهضة الأمة ويسعى جاهداً إلى محاربة جرم هو مقترفه مثلما يفعل النموذج العربي الذي تشيبه للأسف هذه الازدواجية والتناقض الذي بالتأكيد ينغص عليه حياته،ورغم ما به من أمراض نفسية وأخلاقية عديدة إلا أنه لا يعجبه شيء إلا ذاته حتى وإن تظاهر بخلاف ذلك،ففي مواقف معينة تظهر لنا آفات هذه الشخصية العجيبة التي لا يعجبها العجب وإليكم هذه الحكاية.
في متجر للملابس بالدوحة تابعت من بعيد مشادة بين البائع الهندي وشاب مصري ممتلئ الجسم لم يعجبه السعر فرد على البائع الهندي بغضب قائلاً: "إيه؟إنت فاكرني هندي؟!"، وقد تابعت هذا الموقف من بعيد ولم تعجبني أبداً هذه الكلمة التي تنضح منها نظرة عنصرية بغيضة تجاه الهنود ولهذا لم أستطع أن أمنع نفسي من أن أرد على هذا الشاب قائلاً "يكفي أنهم في الهند يختارون حكامهم" ثم انصرفت لأنه لم يكن لدي وقت أو قل آثرت الانسحاب التكتيكي من الموقف خاصة أن صاحبنا هذا كما قلت قد رزقه الله في الجسم بسطة وهذا معناه أنه لو حدث اشتباك –لا قدر الله- فسيسقط محدثكم بالضربة القاضية وسيحل ضيفاً على مستشفى حمد العام.
وددت أن أقول لأخينا "العملاق" أن الهند التي لا تعجبه هي أكبر ديموقراطية في العالم ويكفي أن يعلم أن من يجلس على رأس هرم السلطة فيها هو من الأقلية السيخ وهو رئيس الوزراء "منموهان سينج" الذي لم يصل إلى الحكم بانقلاب عسكري أو عبر تزوير إرادة الناخبين أو تعديل الدستور كما يفعل غيره في محيطنا العربي، كما أنه وفي حدود علمي لا يقوم بإعداد ابنه لكي يخلفه على عرش جمهورية الهند ولا يتستر على المفسدين وأصحاب عبّارات الموت التي تشحن الناس إلى الدار الآخرة ولا على تجار المبيدات المسرطنة والدم الفاسد كما يفعل غيره، علاوة على أن أهل الهند لا يعانون من العطش مثلما يعاني مَنْ يجري على أرضهم أطول أنهار العالم،كما أن الناس في الهند لا يقفون في طوابير طويلة حاملين "الجراكن" في انتظار توزيع المياه مثلما يفعل الآن أهالي القرى التي ينحدر منها هذا النموذج السيئ وغيره.
أذكر أن الرئيس الأمريكي جورج بوش في
خطابه السنوي عن حالة الإتحاد في 31 يناير 2006 تحدث عن الهند كقوة اقتصادية منافسة للولايات المتحدة قائلاً:"اقتصادنا في الطليعة ولكننا لا نستطيع تحمل تبعات الرضا عما حققناه، ففي الاقتصاد العالمي المتغير نرى أن هناك منافسين جدد مثل الصين والهند".
بعدها بشهر تقريباً قام الرئيس بوش بزيارة إلى الهند ظهر خلالها الفرق واضحاً بين من يتلقى أوامر واشنطن راكعاً مستسلماً ومن يتعامل معها الند بالند رافضاً أية إملاءات أو أية غطرسة في التعامل، وقد تمخضت المفاوضات الصعبة عن توقيع اتفاقية نووية وصفتها وزيرة الخارجية الأمريكية في مقال لها بصحيفة واشنطن بوست في 13 مارس 2006 حمل عنوان
"فرصـنا مع الهنـد" بأنها اتفاقية تاريخية،وقد تم التصديق النهائي عليها منذ أيام.
هذه الشخصية العربية العجيبة –حسام الشيطان- وبعد أن أحاطت نفسها بهالة من الاحترام المزيف بمساعدة حملة المباخر من المنافقين والمنافقات وما أكثرهم؛ لا ترى إلا نفسها وتظن أن لا أحد يعلم ما تقترفه من أفعال تتناقض مع ما تدعيه في العلن فينظر للآخرين بدونية كما فعل صاحبنا العملاق الذي لا يعجبه من هو أكثر فائدة منه،والغريب أن هذا النموذج المدمر ينادي في البرية ليل نهار ويدعو إلى نهضة الأمة وانتشالها من كبوتها ويوحي للواهمين أنه ترس في محرك نهضتها بينما هو في الحقيقة بمثابة كيس من الرمل يغل أقدامها ويعوق أي نهضة ويعرقل أي تقدم..إلهي يحمّوك في كنكة يا بعيد!


رابط المقال بجريدة الراية القطرية



Saturday, July 28, 2007

حسـام الشيطـان الهنـدي


تحدثنا في مقال سابق حمل عنوان "حسـام الشيطـان" عن نموذج خطير من الذين يطلقون على أنفسهم مثقفين ولكنهم ارتضوا لأنفسهم أن يعيشوا حياة غريبة من التناقض بين سرهم وجهرهم، ويتخذون من المنتديات النافعة على الانترنت منبراً لاصطياد الفتيات الحمقاوات والإيقاع بهن في علاقات توصلهن إلى نهايات مأساوية لا ينفع معها أي ندم، وقلنا إن الواحد من هؤلاء بمكره وخبثه ودناءة سعيه هو بمثابة حسام أو سيف في يد الشيطان يضرب به وبقوة العفة والالتزام والحياء عند بناتنا عبر أساليب شتى من الحيل الماكرة والكلام المعسول، حتى تطمئن إليه هذه الساذجة أو تلك الحمقاء التي تنقصها الخبرة في الحياة أو تلك التي تنخدع بما لديها من خبرة وتعتقد أنها تكفيها وتحصنها ضد أمثال تلك المخاطر.
في حوار مع صديقي الهندي "رافيتشاندران" الذي يعمل كاتباً ومحرراً بالوكالة الإعلامية التي أعمل بها، حدثته عن هذا المقال وما صاحبه من جدل واسع مع كل مَنْ رأى أن على رأسه "بطحة" أو مع مَنْ رأى أن له صديق على رأسه بطحة وسعى لتغطيتها بالنيابة عنه أو مع ذيل تافه تولى الدفاع عن آخر بالوكالة؛فانهمك صديقي في الضحك حتى ظننت أنه سيلفظ أنفاسه الأخيرة خاصة وأنه قد بلغ من الكبر عتياً حتى أني أناديه "يا عجوز" وهو يعرف معناها ويسر جداً بأن يناديه أحد بكلمة عربية، صديقي وبعد أن أنقذته العناية الإلهية من موجة الضحك المفاجئة التي كادت تودي بحياته قال لي بالإنجليزية "لدينا نسخة هندية من حسام الشيطان"، واقترح عليّ أن أترجم هذا المقال لينشره في عدة صحف هندية على اتصال بها.
"رافيتشاندران" بنظرته الفلسفية للأمور قال لي إن فساد حسام الشيطان العربي أو الهندي يكمن في إساءة استخدام الثقة التي تمنحها إياه الفتيات الحمقاوات الساذجات فيستغل هذه الثقة في أن يسعى في الأرض ليفسد فيها دون رادع من ضمير، وقارن بين إساءة استخدم الثقة في هذه الحالة وبين إساءة استخدام السلطة في الأنظمة المستبدة وقال كما أن السلطة المطلقة مفسدة مطلقة فإن الثقة المطلقة خراب محقق ودمار واقع لا محالة مؤكداً أن المصدر الأساسي للكثير من الصدمات ينبع من الثقة الزائدة فيمن لا يستحقونها،وهذه أم الخدع.
حضرتي في هذه الأيام بصدد إعداد دراسة عن أوجه الشبه بين الحكام والشعوب في العالم العربي وعندما بحثت وفكرت كثيراً في هذا الموضوع وجدت أن الحكام والشعوب من عجينة واحدة، وإذا أخذنا حسام الشيطان نموذجاً لإسقاطه على الواقع أو إسقاط الواقع عليه، فسنرى العجب العجاب من تقارب أوجه الشبه بينه وبين الحكام العرب الذين لا يمل من انتقادهم ليل نهار، فتجده مثلاً ينادي في البرية أنه ينوى الانسحاب أو الاستقالة من ذاك الوسط الذي بذل فيه كل جهده ليرسم له في خيالهم صورة ناصعة لذاك المثقف الذي يسعى بكل ما أوتي من قوة إلى نهضة الأمة، وباتفاق مع تابعين له ينطلق حملة المباخر في البكاء والنحيب على هذا الذي ينوي الانسحاب أو الاستقالة مرددين نفس الاسطوانة المشروخة التي تتغنى بها الجماهير العربية الغفيرة التي تنشق عنها الأرض فجأة بعد إعلان الزعيم الضرورة التنحي أو عدم الترشح مرة، ثم ما يلبث أن يقرر سعادته-كلا النموذجين- النزول عند رغبة الجماهير ويعود عن قراره الوهمي.
وفي الوقت الذي تجده يكيل المديح والنفاق الرخيص لرئيس المنتدى المخدوع نجده في نفس الوقت ومن وراء ظهره يحيك ضده المؤامرات ويتفق بليل مع غيره لخلعه أي الانقلاب عليه وهذا ليس بغريب في عالمنا العربي،وهذه ازدواجية قبيحة ونفاق مدمر ومؤامرات مهلكة استنفذت قوانا وجعلت من يصل منهم إلى الكرسي يعمل جاهداً على تسخير كل إمكانيات الدولة لحماية نظامه وتصير أجهزة أمن الوطن أجهزة لأمن النظام حتى وصل عدد أفراد قوات الأمن المركزي في مصر مثلاً أكبر من عدد أفراد القوات المسلحة، وهو ما نتج عنه تكريس النظرة الأمنية في التعامل مع كل القضايا وهو ما جعلنا نتخلف عن ركب الأمم، وها هم يحتفلون في هذه الأيام بذكرى أحد هذه الانقلابات التي يسعى حسام الشيطان للسير على دربها.
حسام الشيطان متناقض مع نفسه ومع مجتمعه، والكثير من حكامنا تناقض تصرفاتهم أقولهم فمثلاً في الوقت الذي يلقي أحدهم بالآلاف من المسلمين في معتقلاته وفي الوقت الذي يقوم نظامه بتعذيب إخوانه المسلمين بالوكالة تجده يرعى مسابقات القرآن الكريم ويسلم جوائزها بنفسه،وعلى نفس النهج نجد حسام الشيطان يبدأ حديثه بآية أو حديث ويستميت في الدفاع عن الدين ومبادئه، هذا أمام الناس ولكن في الخفاء تجده إنساناً آخر يرتع في نزواته الصبيانية مع هذه أو تلك ثم يأتي في الصباح يحدثك عن نهضة الأمة!
هذا بعض من كثير من أوجه الشبه بين حسام الشيطان وحكامه الذين ينتقدهم ليل نهار،وبالطبع هناك فرق كبير بين حسام الشيطان العربي ونظيره الهندي وهذا ما سنتطرق إليه بإذن الله في الحلقة القادمة من هذه السلسلة الشيقة..انتظرونا.
رابط المقال بجريدة الراية القطرية

Friday, July 27, 2007

اعتـذار تاريخي
من "حـزب الثـلاثة" إلى حـزب الله


بعد مرور عام على حرب لبنان، وبعد أن تأكد للجميع،باعتراف العدو قبل الصديق، النصر الذي حققه حزب الله،وبعد أن قطع تقرير "فينوجراد" عن الفشل الاسرائيلي في الحرب حديث كل متشكك في هذا النصر التاريخي، لكي يسمع مثقفو المارينز من أبناء جلدتنا الذين لا يصدقون إلا ما يصدر عن آلهتم في واشنطن وتل أبيب، وبعد أن تبين لكل ذي عينين النصر المؤزّر الذي حققته المقاومة الإسلامية، وما سطرته من بطولات مذهلة فاجأت الأعداء والأصدقاء على حد سواء، وبعد أن انهارت تلك الأسطورة الوهمية للجيش الصهيوني والذي تبين أن قوته تكمن فقط في قتل النساء والأطفال، وبعد أن انهزم الصهاينة شر هزيمة أمام مجاهدي حزب الله، وبعد أن عمّت مشاعر المحبة والتلاحم بين جميع أبناء هذا الوطن العربي الكبير والإسلامي الأكبر، وتوارت الخلافات والاختلافات المذهبية المصطنعة بين المسلمين مما جعل كل هؤلاء يعتبرون هذا النصر ليس لحزب الله ولا للبنان فقط وإنما لكل عربي ومسلم يرفض الذل والمهانة والانكسار، بل اتسعت هذه الفرحة والغبطة لتشمل كل مضطهد ورافض للهيمنة الأمريكية والغطرسة الصهيونية، وبعد أن ظهر جلياً انحياز الإدارة الأمريكية إلى جانب إسرائيل بداية من عرقلة مشاورات مجلس الأمن لوقف الحرب في بدايتها ثم منحها إسرائيل أكثر من شهر لتنفيذ أهدافها التي فشلت في تحقيقها بفضل المقاومة الباسلة ثم سعيها إلى إنقاذ ماء وجه الكيان الصهيوني عبر محاولة تحقيق نصر دبلوماسي لتعويض الفشل العسكري، وبعد أن أُعلن أن الإدارة الأمريكية متورطة في التخطيط للحرب على لبنان قبل عملية الوعد الصادق وهو ما نشره الصحفي الأمريكي المتألق "سيمور هيرش" في مجلة نيويوركر 14 أغسطس الماضي.
كل هذه الأسباب وغيرها هو ما دفعنا نحن "حزب الثلاثة" إلى تحرير وإصدار هذا الاعتذار العلني، وقد يستغرب كثيرون من هذا الفعل، ولكن الحقيقة أن ما جعلنا ننزل من أبراجنا العاجيّة هو يقيننا أن التاريخ لن يرحمنا، والأجيال القادمة لن تغفر لنا لو تمادينا في موقفنا المتخاذل الذي اتخذناه في بداية الحرب عندما وصفنا عملية حزب الله "الوعد الصادق" بالمغامرة، ولهذا رأينا أن نلحق بركب العزة والكرامة قبل فوات الأوان وعندها لن ينفع الندم، خاصة بعد أن اتسعت الهوة والفجوة بيننا كحكام وبين شعوبنا التي أجمعت على وجوب نصرة المقاومة ودعمها بشتى السبل.
الآن سيقول كل منا كلمته وليتفضل أكبرنا سناً زعيم الدولة النفطية الكبرى وأول من أطلق شرارة هذا الموقف المتخاذل عندما وصفت إدارته المقاومة بالمغامرة:"ليقبل الشعب اللبناني والمقاومة الشريفة هذا الاعتذار مني على موقف قد بدر في لحظة لم أزن الأمور فيها جيداً، فعلى الجبهة الداخلية عندما اتخذت هذا الموقف المتخاذل لم أراع مشاعر الملايين من أبناء شعبي من الشيعة ولم ألتفت إلى ما قد ينتج عنه من مشاعر الغضب والحزن والإحباط، وهم مواطنون من بين نسيج الوطن الذي يمر بظروف صعبة ينبغي التكاتف بين كافة أبنائه لمواجهة الخطر المحدق متمثلاً في العنف الداخلي الذي يهدد أمن البلاد، إضافة إلى المخططات الغربية الصهيوأمريكية لتقسيم البلاد، ولهذا ما كان ينبغي أن أتخذ ذلك الموقف، وما كان ينبغي أن تصدر تلك الفتاوى التي حرّمت دعم حزب الله ولا حتى الدعاء له وهي فتاوى أصدرها أناس أعلن أني بريء منهم إلى يوم القيامة، فالمقاومة في لبنان هي وسام على صدر كل عربي ومسلم، وليسامحني كل عربي ومسلم تسبب موقفي السابق في أي إحباط أو حزن أو خيبة أمل شعر بها وليغفر لي كل لبناني فقد عزيز عليه أو دُمّر منزله أو أتلفت ممتلكاته جراء التمادي الصهيوني في العدوان نتيجة موقفي السابق في بداية الحرب على لبنان، فنحن وإخواننا الشيعة قرآننا واحد ورسولنا واحد ومصيرنا واحد".
أما أنا صاحب مذهب "العقلانية" وزعيم الدولة التي من المفترض أن تكون أهم دولة عربية لما لها من ثقل تاريخي وإرث حضاري، أعبّر هنا عن تنصّلي التام من ذلك الموقف الذي لا يليق بسمعة ومكانة البلد الذي أجلس على مقعد الزعامة فيه، وأعترف أن هذه الدولة العظيمة قد تحولت في عهدي من دولة رائدة إلى دولة تابعة لا وزن لها ولا قيمة في ساحة السياسية الخارجية، لقد تبين لي من بسالة مقاتلي حزب الله أن قوة إسرائيل ومن ورائها أمريكا هي وهم لا أكثر، فقد بدّد رجال حزب الله ذلك الوهم الذي عشش في أذهاننا لعقود طويلة، لقد كانت مفاجأة لنا صمود حزب الله وهو ما جعلنا نغيّر هذا الموقف، ففي مقابلة مع وكالة رويترز 14 أغسطس الماضي قال وزير خارجيتنا "إن حزب الله قد قاتل بشرف"، فقد أدركنا جميعاً هذه الحقيقة، وأنا كرجل عسكري أقول إن ما حدث يعتبر إنجازاً غير مسبوق في تاريخ الصراعات العربية الإسرائيلية، فقد تعوّدنا أن نبكي ونصرخ ونُهجّر نحن العرب فقط، لكن حزب الله أحدث التوازن الذي رأينا فيه الإسرائيليين يهجرون منازلهم ويلجأون للملاجيء تحت الأرض كالديدان، رأيناهم وهم يرتجفون ويُضربون في العمق وهو ما لم يحدث من قبل، وهنا أعلن عن اعتذاري لأبطال حزب الله ولكل مسلم وعربي عن ذلك الموقف المتخاذل، ومعلوم للجميع أن ما دفعني لاتخاذ كل موقف يُرضي سادة البيت الأبيض هو رغبتي الشديدة -بعد أن بلغت من العمر أرذله- في تسليم زمام الأمور إلى ذريتي من بعدي،ولكن بعد اليوم لن أطلب المدد من أحد خارج حدود وطني، ولكني سألجأ إلى شعبي الذي فشل نظامي الحاكم مؤخراً في أن يوفر له كوباً من ماء الشرب مع أنه يجري على أرضه أطول أنهار العالم، سأترك لشعبي حرية الاختيار لأنه لا قيمة لحكم دون رضا الشعب وتوافقه واتفاقه على مَنْ سيحكمه في المستقبل سواء كان ذلك الشاب أو غيره.
أما أنا فقد تأخرت في الحديث لأني أصغركم سناً وربما هذا ما يحتفظ لي بقليل من العذر على ذلك الموقف، فقد وجدت اثنتين من أهم الدولة العربية تتخذان موقفاً كهذا فتسرعت كعادتي وأيدت موقفهما، وهو الموقف الذي يصب في مسيرة سعيي الدائم لنيل رضا السادة في البيت الأبيض غير عابيء بمشاعر شعبي وهذا خطأ جسيم، هذا الشعب الذي رأيت حجم الهوة والفجوة بيني وبينه عندما وجدته يخرج في مظاهرات حاشدة مؤيداً لموقف مجاهدي حزب الله، ويعلم الجميع أنني كنت قد حذرت في السابق من هلال شيعي على أساس أن إخواننا الشيعة خطرٌ علينا في المنطقة، ولكني أدركت الآن أن هؤلاء الشيعة الذين يمثلهم حزب الله لم يجلبوا للمسلمين والعرب في هذه الحرب إلا العزة والكرامة فهم ليسوا خطراً ولا حتى خطراً محتملاً وإنما الخطر والعدو الحقيقي هو القابع على حدودي الغربية، أحكم دولة مصادر الدخل فيها محدودة وربما هذا هو ما يجعلني أسعى للحصول على الدعم من هنا أو هناك في مقابل مواقف تؤثر سلباً على وحدة أمتنا العربية والإسلامية، ولكني أعلنها من اليوم أن هذا لن يحدث مرة أخرى فالحرة تموت ولا تأكل بثدييها.

Monday, July 02, 2007

كشـف القنـاع عن الأهـلي الطمّـاع
بالذمة عمركم شفتم فريق كرة قدم "طمّاع" بالشكل ده؟
هل من المعقول أن يصل "الجشع" بفريق كرة قدم أن يضع أنفه في كل بطولة ويصمم ويصر اصراراً عجيباً على الحصول عليها بالرغم من أنه لا تنقصه البطولات؟!
وإزاي يكون من السهل على هذا الفريق "الأناني" أن يحرم منافسه التقليدي
من كل بطولة يحلم بها ولا يرضى أن يسمح له إلا بشيء واحد وهو المركز الثاني الذي أدمنه هذا الفريق المنافس.
بصراحة هذا شيء عجيب
كيف يغمض لأعضاء هذا الفريق الأناني جفن وهم قد تسببوا في خيبة أمل جديدة لذاك الفريق إللي كان يا حبة عيني عشمان يحصل على أي بطولة يتكيء عليها ويهش بها على جماهيره
بصراحة ده ظلم
ده ظلم
تخيلوا إن الفريق إللي مش بيشبع ده بعد ماراثون مباراة أمس لم يذهب لاعبو الفريق إلى أهلهم فاكهين
للاحتفال ببطولة الكأس ولكنهم قال إيه ذهبوا مباشرة إلى الفندق ومنه إلى الطائرة التي ستقلهم إلى الجزائر ومنها إلى كوت ديفوار للقاء فريق أسيك في بطولة أخرى وهي البطولة الأفريقية يعني بيخرجوا من بطولة إلى أخرى عايزين يفوزوا ببطولة جديدة
إيه الطمع ده؟
ألا يعي هؤلاء القوم أن القناعة كنز لا يفني؟؟
شيء غريب

Sunday, June 24, 2007

حـذار يا مسكين..من المادة ميّة تسعة وسبعين

بعد نشر هذا المقال (حسام الشيطان) في جريدة الراية القطرية ثم في العديد من المواقع والمجموعات البريدية على الإنترنت وصلتني العديد من الرسائل من أشخاص منهم من يدافع عن نفسه بصفته يحمل الاسم "حسام" ومنهم من يدافع عن آخر بالوكالة بصفته صديق لشخص يحمل نفس الاسم.
لكن أغرب تلك الرسائل هي هذه الرسالة المرفقة والتي وصلتني من شخص يقول إن اسمه "حسام الدين مصطفى"!!!

أنا حاولت أعصر ذاكرتي المهترئة قدر المستطاع فلم أصل إلى أني كنت في سابق معرفة مع أحد يحمل هذا الاسم الرنّان.

ولكني فجأة تذكرت إني زمااااان -قبل ما أتوب- كنت أشاهد الأفلام العربية في التليفزيون المصري.كان عندنا في البيت تليفزيون قديم أبيض وأسود.
بيقولوا على الأفلام دي ذاكرة الأمة !!

المهم كنت بشوف في بداية الفيلم أو في آخره تقريباً إخراج أو إنتاج "حسام الدين مصطفى" بصراحة مش فاكر كويس بس أميل إلى إنه مخرج كبير.

معقول يكون هو من أرسل لي هذه الرسالة؟!!
شيء عجيب!!!

طيب عرفني منين؟وإزاي؟ وبعدين هل من الممكن إنه يظن إني ممكن أقترب من حِماه الطاهر بصفته راجل واصل وأنا بخاف من الواصلين لأني رجل بسيط وغلبان وما ليش ظهر على اعتبار إن في مصر إللي ما لوش ظهر سهل يروح في ستين داهية؟!

تذكرت على الفور مقولة "بثينة" خطيبة
طه الشاذلي في رواية عمارة يعقوبيان لعلاء الأسواني ".. البلد دي مش بلدنا يا طه.دي بلد اللي معاه فلوس.اعمل فلوس يا طه تكسب كل حاجة أما لو فضلت فقير هتندهس دهس.."

غالبية الشعب المصري المطحون "بيندهس دهس" وعلشان كدة بيتفق مع رأي "بثينة" خاصة بعد اقرار المادة 179 من الدستور المصري إللي بحلم بيها كل ليلة، يعني باختصار حتى لو الواحد ماشي جنب الحيط وفي حاله ممكن وشاية من حاقد ترسله في نزهة وراء الشمس سنين عددا ويمكن ما يشوف دنيانا الجميلة إلى يوم يبعثون، لأن المادة سيئة السمعة بتسمح للشرطة بالقبض على واحتجاز وتفتيش أي شخص دون إذن مسبق من النيابة وكله بالدستور يا فندم.من يومها وأن كل يوم قبل ما أنام أنظر إلى سقف الغرفة فأشعر وكأن مكتوباً عليه "حـذار يا مسكين... من المادة ميّة تسعة وسبعين".

بيني وبينكم أنا خفت وقلت فيما معناه "يا ماما"، بقول فيما معناه لأني بصراحة ما بقول لأمي "يا ماما" كما يقول الخواجات من العرب والفرنجة لكن لأن حضرتي صعيدي فبقول "يَمّايا" وترجمتها الدقيقة "يا ماما"، وبصراحة قلبي وقع في قدمي وقلت خلاص أنا مستقبلي ضاع وما صار لي عيش في مصر بعد اليوم مع إني خلاص نويت أهاجر إلى أقصى الشمال، لكن برضه من وقت إلى آخر الواحد لازم ينزل مصر يشوف أهله ويطمئن على أملاكه! حلوة أملاكه دي !!

يعني كدة كدة هضطر أنزل مصر سواء آجلاً أم عاجلاً.

علشان كدة أنا بقول بأعلى صوتي وخلّي العالم كله يسمع..خلّي العالم كله يسمع:

يا مُجريَ الفُلك في البحر كالأعــلام
ويا رب كل الأجـــــــــــــــــــــــــــرام
استغفرك من الآثـــــــــــــــــــــــــــام
ارزقني العيش في ســــــــــــــــــــلام
بعيداً عن كيد كل غُــــــــــــــــــــــــلام
وكيد كل مفتـون بصنم من الأصنــــام
يزيّنُ له كل إجـــــــــــــــــــــــــــــــرام
فيراه حسناً وكله تمــــــــــــــــــــــــام
****
ويا أيها المخرج الهُمـــــــــــــــــــــام
ليشهد أمامك كل الأنــــــــــــــــــــــــام
وشهود علينا ضيــــوف كــــــــــــــرام
فلست المقصود بهذا الكــــــــــــــــلام
يا مُخرج المُفسد من الأفــــــــــــــــلام
ولا كل مَنْ كان اسمه حســـــــــــــــام
من البشر كان أو الأنعــــــــــــــــــــام
***
وكلمة أقولها قبل الختـــــــــــــــــــــام
من قلبي أقدم أطيب ســــــــــــــــــــلام
لكل مَنْ كان اسمه حســــــــــــــــــــام
ولو كان حتى من الأغنـــــــــــــــــــام
عليهم جميعاً منّا الســـــــــــــــــــــلام
***
وأدعوك ربي قبل الختـــــــــــــــــــــام
احمني مِنْ أمن كل نظــــــــــــــــــــام
وكل متربص بي في الظــــــــــــــــلام
وجنبني يا ربي كــــــــــــــــــل الآلام

أذنبي أني كشفت اللئـــــــــــــــــام؟!
وأهوى الصَدْع بصدق الكـــــــــلام؟!
فمن ذا الذي ينبغي أن يُـــــــــــــلام؟!


-------------------------------------------------------------------

----- Original Message -----
From: Hosam Mostafa
To:
Ehab Al Malky
Sent: Wednesday, June 20, 2007 10:50 AM
Subject: Re: من حسام الدين مصطفى
السلام عليك ....
سؤال واحد قبل لأحدد إتجاه ردي عليك
هل تقصدني أنا بمثل هذه الكلمات .....
حسام الدين مصطفى

Thursday, June 14, 2007

حســــام الشيطان


تسبح في فضاء الإنترنت الواسع كائنات عنكبوتية سامة هي أخطر من الشيطان نفسه، فالإنسان بإمكانه التخلص من وساوس الشيطان وكيده بمجرد الاستعاذة بالله من شره أو قراءة آية الكرسي، ولكن شياطين الإنس في عصرنا قد ابتكروا من الحيل والأساليب الملتوية والخدّاعة ما إن لو اجتمع إبليس "وربعه" لن يجدوا إليها سبيلاً، ولفتح إبليس فمه من الدهشة لما لدى هؤلاء من حيل ماكرة، ولخلع على هؤلاء الشرذمة من شياطين الإنس رداء النبوغ الابليسي والتفوق الشيطاني من الدرجة الدنيا.
هم أناس من أبناء جلدتنا ارتضوا لأنفسهم -الدنيئة أصلاً - أن يعيشوا حالة شاذة من التناقض بين سرهم وجهرهم، بين صورتهم وسلوكهم في العلن وبين ما يقترفونه في الخفاء بعيداً عن أعين الناس، ورحمة الله على الشيخ محمد الغزالي الذي يقول في كتابه القيّم، خُلُق المسلم، " ..على أن الإنسان ينبغي أن يخجل من نفسه كما يخجل من الناس،فإذا كره أن يروه على نقيصة فليكره أن يرى نفسه على مثلها،إلا إذا حسب نفسه أحقر من أن يستحي منها. وقد قيل : من عمل في السر عملاً يستحي منه في العلانية فليس لنفسه عنده قدر".
لا أصف هؤلاء بالرجولة بل بالذكورة، لأن الرجولة رجاحة عقل واتزان خلق، ولكن الواحد من هؤلاء بمكره وخبثه ودناءة سعيه هو بمثابة حسام (سيف) في يد الشيطان يضرب به وبقوة العفة والالتزام والحياء عند بناتنا عبر أساليب شتى من الحيل الماكرة والكلام المعسول، حتى تطمئن إليه هذه الساذجة أو تلك الحمقاء التي تنقصها الخبرة في الحياة أو تلك التي تنخدع بما لديها من خبرة وتعتقد أنها تكفيها وتحصنها ضد أمثال تلك المخاطر، ففي كثير من الأحيان يكون للتكرار مفعول السحر خاصة مع كل مَنْ "خدعوها بقولهم حسناء".
لكن كيف تكون البداية؟ الاجابة على هذا السؤال هي بمثابة فضح وتبيان لكل حسام (سيف) في يد الشيطان لكي تنتبه كل فتاة مضطرة لاستخدام شبكة الإنترنت،ولكي تحتاط من أمثال هؤلاء وتسلم من مكرهم،حتى لا تقع فريسة لخبثهم وخداعهم وعندها لن ينفع الندم.
تزدحم شبكة الإنترنت بالكثير من المنتديات النافعة وكذلك التافهة، وحسام (سيف) الشيطان يجد مرتعه ليس في الثانية بل في الأولى، فتجده يجتهد في إظهار بلاغته وثقافته وسعيه لإفادة المنتدى حتى يجذب إليه الأنظار، مما يدفع برئيس المنتدى المخدوع إلى أن يخلع عليه الألقاب تلو الألقاب كأن يعينه مثلاً سفيراً للمنتدى في بلده، ثم تتوالى رسائل المديح والثناء لهذا الشخص على جهده ومساهماته "المفيدة" في المنتدى، وبما أن المشاركة في هذه المنتديات هي من وراء حجاب أي عبر الإنترنت؛ فإن حسام الشيطان يساهم هو أيضاً في تسليط الضوء على نفسه وعلى مساهماته عبر الايعاز لآخرين من مساعديه بالمشاركة في حفلة المديح والشكر لمجهوداته كمثقف حر يسعى لنهضة الأمة!
هنا يبدأ حسام الشيطان أولى خطوات الإيقاع بفريسته، فبعد أن كان التواصل مع الجميع فقط عبر المنتدى؛ ينفرد هو بهذه الحمقاء الساذجة في تواصل عبر الانترنت بينهما فقط، ثم تتوالي اللقاءات لساعات طويلة، حيث يجلب عليها بخيله ورجله، ومكمن الخطورة هنا أنه في الغالب يدخل لفريسته من مدخل الدين فتجده كثيراً ما يبدأ كلامه بآية أو حديث أو قول مأثور، ثم يبذل كل طاقته في طمأنتها تجاهه عبر تقديم المساعدة أو الخدمات العديدة التي يبدو ظاهرياً أنه لا ينتظر لها أي مقابل، ثم يجيء دور الشيطان في مساعدة رفيقه من بني الإنس في سعيه الدنيء فيمهد له الخطوة تلو الخطوة إلى يتبادل مع هذه الحمقاء الساذجة أرقام الهواتف والصور الشخصية وخلافه وهنا تبدأ المأساة.
وهنا أود أن أهمس في أذن كل فتاة قُدّر لها أن تتعامل مع أحد من هؤلاء أن تسأل نفسها دائماً هذه الأسئلة الهامة:لماذا يتقرّب إليّ أنا بالذات؟ ولماذا يقدم لي المساعدة أو يعرض عليّ خدماته؟ وما هو المقابل، أي ماذا يريد مني؟ نعم؛ فمن السذاجة أن تتوقعي أو تفترضي أن "سعادته" هو جمعية خيرية تسعى لخير البشر هكذا بدون مقابل، فليس من العيب أبداً -من باب الاحتياط- أن تفترضي السوء في كل من تتعاملين معهم في مثل تلك المنتديات إلى أن يثبت العكس.
وبما أننا نتحدث عن نموذج من الذين ينتشرون في المنتديات التي من المفترض أنها نافعة والتي تجمع في قوائمها آلاف المثقفين؛ فإنني أوجه حديثي هنا إلى كل مثقف أو مدعي الثقافة من هؤلاء الذين يسمون أنفسهم بالمثقفين الأحرار، فالمثقف الذي يدّعي أنه يسعى إلى الحرية وإلى التخلص من سطوة الأنظمة المستبدة الجاثمة على صدورنا ينبغي عليه أولاً أن يتحرر من عبوديته لنفسه واستبداد شهواته ونزواته الصبيانية،ولا أدري كيف ينادي الواحد من هؤلاء بدعاوى التحرر والحرية وهو نفسه جزء من نظام فاسد!فالمثقف الحر واضح مع نفسه ومع مجتمعه، ولا يتناقض سلوكه في الخفاء مع ما يتبناه في العلن أمام الناس، وكيف يدعو هذا الرويبضة إلى نهضة الأمة ويدّعي تزعمه لإحدى كتائب نهضتها واستعادة شرفها وكرامتها في حين أنه قد افتقد كل هذه المفردات بسلوكياته وتصرفاته الصبيانية تلك؟!
وأختم مع رسولنا صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيما معناه "لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاً فيجعلها الله-عز وجل- هباء منثورا ....أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها"...
رابط المقال بجريدة الراية القطرية

Wednesday, June 13, 2007

أخــتاه

أختاه دونك حاجز وستار----- ولديك من صدق اليقين شعار
عودي إلى الرحمن عودا صادقا---- فبه يـزول الشر والأشرار
أختاه دينك منبع يروى به----- قلب التقي وتشـرق الأنوار
وتلاوة القرآن خير وسيلة ----- للنصر لا دف ولا مزمار
هو في احتدام القيظ ظل وارف -- وإذا التوى وجه النهار ستار
ودعاؤك الميمون في جُنح الدجى--- سهم تذوب أمامه الأخطـار
أختاه حولك روضة مخضرة -- تختال فوق ربوعها الأشجار
نبع ونهر لا يجف مسيله ---- أبداً وجذع شامخ وثمار
دين تهون به الخطوب وتزدري --- في ظله لِمَم ويُمسح عار
ولديك يا أختاه منه ذخيرة --- يُحمى بها عرض ويُحفظ جار
ولديك تاريخ عريق شامخ ---- يحلو به للمؤمن استذكار
في منهج (الخنساء) درس فضيلة-- وبـمـثـله يسـترشـد الأخيار
أختاه يصمُد للحوادث مخلص ----فيما يقول ويسقط استنصار
في كفك النشء الذين بمثلهم---- تصفو الحياة وتُحفظ الآثار
هُزّي لهم جذع البطولةِ ربمـا---- أدمى وجوه الظالمين صغار
غَذّي صغارك بالعقيدة إنهـا--- زاد به يتزود الأبـــرار
لا تستجيبـي للدعاوى إنها----- كذب وفيها للظنون مثار
إعلام هذا العصر شر ظاهر--- فعلى يديه تزوّر الأخبار
وعلى يديه تُشاع كل رذيلة --- وعلى يديه تشوّه الأفكار
وبه تُشَب النار يوقَد جمرها--- وبه يثار من الشكوك غبار
أختاه كم من ظالم يبني له ----- ملكاً فيهدم ملكه القهار
أين الجبابرة الذين تسلطوا--- -ذهبوا وظل الواحـد الجبار
لا ترهبي التيارَ أنتِ قويــةٌ----- بالله مهمـا استأسد التيارُ
تبقى صروح الحق شامخـة وإن-- أرغى وأزبد عندها الإعصار
إن البناء وإن تسامق واعتلى----- ما لم يُشيد بالتقى ينهار
قد يحصد الطغيان بعض ثماره -- لكن عقبى الظالمين دمار
أختاه عين الفجر ترقب ما جرى--وغدا ستشرب نورَه الأزهـار
وسيحرق الليل الطويل ثيابة--- ولسوف تهتَك دونه الأستـار
وسيكتب القمر المنير حكايـةً-- عن حزنه وستفضح الأسـرار
وستعزف الشمس المضيئة نورَها--ولسوف تهدم عندها الأسوار

رابط التحميل
http://www.almawa.net/anashed/nashed/so43.rm

Tuesday, May 29, 2007

Alas ! يـا خســـــــــــــارة


مساء الخميس جلست الأم ذات الستة وعشرين ربيعاً مع أبنائها الست حول كومة من النيران تلتهم متعلقات الأب من أوراق وصور وأشياء أخرى كثيرة، وقتها لم يكن يدرك ذاك الصبي الصغير، الذي لم يكن يتجاوز عمره آنذاك أربعة أعوام، ولم يكن يعي لماذا يحدث كل هذا، لماذا تُحرق متعلقات الوالد الذي لم يعد يأتي إلى البيت منذ مدة، لماذا انقطع عن المجيء إلى البيت لرعاية أسرته، فقط كان يراقب ما يحدث بعينين حزينتين تأثراً بالحزن الذي كان يكسو ملامح الأم وابنتها الكبرى التي كانت في العاشرة من عمرها، وهي الوحيدة بين جميع الأبناء التي كان يسمح لها سنها إلى حد ما أن تعي وتدرك سبب ما يحدث وتتأثر به وتتفاعل معه، إلا أن هذا الصبي حزن وتأثر لحزن أمه دون أن يعرف السبب.
لمّا كبُر الصبي وبدأ في إدارك ما حوله علم أن تلك الليلة كانت ليلة زفاف والده على فتاة في مقتبل العمر، فتاة كانت تعلم أنه أب لستة أبناء أكبرهم طفلة في العاشرة من عمرها، فقد تزوج الأب أم الأبناء الست قبل إحدى عشر سنة بالتمام والكمال أنجب فيها ستة أبناء أوسطهم ذاك الصبي الذي نتحدث عنه والذي لم تستطع السنوات أن تمحو ذاك المشهد من ذاكرته.
تعرّف الوالد على هذه الفتاة التي لم يسبق لها الزواج من قبل وقد تمسكت به بغرابة شديدة وأصرت على الزواج منه رغم علمها بأنها ستتسبب بذلك في انهيار كيان أسرة سعيدة هادئة، وعندما نصحها أقاربها بأن تترك الرجل وشأنه فهي ما تزال في مقتبل العمر وغير مضطرة للارتباط برجل متزوج ولديه من الأبناء ست؛ هددت بالانتحار إن لم تتزوج هذا الأب وقد كان، وفوق كل هذا كان شرطها العجيب أن يطلّق الأب أم أبنائه الست قبل الارتباط بها.
استفاقت الأم من الصدمة وبدأت في التصدي لكل محاولات التفريق بينها وبين أبنائها، فقد ألقيت على عاتقها مسؤولية كبيرة وعبء ثقيل وهي ما تزال في ريعان شبابها ولا يؤهلها سنها ولا خبرتها للتعامل مع هذه الصدمة المفاجئة، وقعت الأم الشابة بين سندان أهلها ومطرقة أهل زوجها، فأهلها يرون أنها ما تزال في مقتبل العمر وينبغي أن تتزوج من شخص آخر وتترك هؤلاء الأبناء الست لأبيهم الذي تزوج، فهؤلاء الأبناء -حسب رأي أهلها- ليسوا أبناءنا لكي نربيهم ونرعاهم، فكيف نربي من ليسوا لنا؟! وأهل زوجها لم يرق لهم تمسكها بالأبناء فقد أرادوا أن ترحل إلى بيت أهلها وتترك لهم الأبناء لكي يواجهوا مصيراً مجهولاً في خدمة أهل الزوج وزوجة الأب، ولكنها رفضت بشدة وأصرت على التمسك بالأبناء وتربيتهم.
قاطعها الجميع؛ فقد قاطعها أهلها لما رفضت نصيحتهم بأن تتزوج من شخص آخر وتترك الأبناء لأهل أبيهم، وعندما قام أخوها برفع دعوى قضائية ضد طليقها، سألها القاضي هل حصلت على مستحقاتك منه فأجابت بالايجاب بالرغم من أنها لم تأخذ منه شيئاً وكانت تستطيع بكلمة منها أن تلقي به في السجن سنين عدداً.
كافحت الأم وصبرت وثابرت وخرجت للعمل وبذلت أقصى ما لديها لتربية أبنائها الستة وتوفير حياة كريمة لهذه الأسرة التي تعاني مقاطعة من الجميع إلى أن وفقها الله في تربية وتعليم جميع أبنائها واستحقت أن تكون أماً مثالية بكل ما تحمل الكلمة من معان.
كبر هذا الصبي ولم تمح من ذهنه هذه الصورة للفتاة "خَطّافِة الرِجّالَة" التي خطفت والده من أسرته السعيدة الهانئة وتركتهم يعيشون حياة صعبة مريرة، وكان كل ما يهمه مثل باقي إخوانه أن ينتهي من تعليمه لكي يساعد والدته ولكي تستريح هي بعد رحلة طويلة من المعاناة والكد والتعب.
بعد عدة سنوات من العمل بعد تخرجه الجامعة شعر بأنه قد حان الوقت لكي يبدأ حياته الخاصة، وبدأ رحلة البحث عن زوجة مناسبة بعد كبوة تعرض لها، وفجأة ألقى الله بها في طريقه، دون تعب أو بحث طويل، فقد أحبها بصدق ووجد فيها كل ما يمناه، فقد لمس فيها توافقاً قلما وجده في أحد عرفه من قبل، وكثيراً ما أدهشه حرصها الشديد عليه، واستقر به اليقين أنها هي ما كان يبحث عنه، فقد وجد فيها كل ما يحتاجه المرء في شريكة حياته واتفق معها على الارتباط في خلال أشهر قليلة عندما تتاح له الفرصة.
ولكن حدث ما لم يكن يتوقعه ولا يتمناه، فجأة علم شيئاً ما أصابه بالإحباط وخيبة الأمل وشعر أن أحلامه قد أصبحت سراباً بقيعة، فقد علم بما لا يدع مجالاً للشك أن الفتاة التي اختارها عرفت شخصاً آخر غيره، وربما يرى البعض أن لا غرابة في هذا فهي غير مسؤولة أمامه عما مضى وولّى ولكن عن حاضرها الذي ارتبط به ومستقبلها الذي سيكون معه، ولكن المعضلة التي أقضت مضجعه هي أن ذاك الشخص الذي عرفته هو رجل متزوج وأب لعدد من الأبناء أكبرهم في نفس العمر تقريباً الذي كان فيه صاحبنا عندما حدث ذاك الموقف الذي لن ينساه، وعلى الفور حضر إلى ذهنه صورة الفتاة " خَطّافِة الرِجّالَة" وكيف أن الفتاة التي أحبها كادت أن تقوم بنفس دور الفتاة التي تسببت في شقاء أسرته، فسئمت منها نفسه وأيقن أنه لا ينبغي أبداً أن يربط مستقبله بنموذج آخر لـ " خَطّافِة الرِجّالَة" موديل 2007.

رابط المقال بجريدة الراية القطرية
http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=254419&version=1&template_id=27&parent_id=23

Sunday, May 06, 2007


ربِحـت وربّ الكعبـة

رفاقي وأصدقائي وأحبائي وكل من عرفتهم على مدى الثلاثين عاماً الماضية هي سنوات عمري المديد بإذن الله،أستودعكم الله فقد كُتب لي صباح اليوم اليوم السادس من مايو المجيد أن تنقطع صلتي ومعرفتي -المؤقتة- بكم جميعاً..فقد شاء الله أن أنفصل عن عالمكم البائس وطبقتكم الكادحة الكالحة في صباح هذا اليوم السادس من مايو المجيد عندما أعلنت جريدة الراية القطرية في صدر صفحتها التاسعة عشر عن فوز مقالنا المنشور يوم الخميس الماضي تحت عنوان"خلي بالك من بناتك" بجائزة أفضل مقال وبموجب هذا الإعلان سأحصل على ثلاثمائة ريال قطري عداً ونقداً (82 دولار وتسعة عشر سنتاً) ولهذا أودّع طبقتكم البائسة الكادحة الكالحة لأني في القريب العاجل سأنضم إلى طبقة الصفوة و"الهاي لايف" ورجال البيزنس، فلم أعد أعرف أمثالكم من البؤساء بعد أن لبثت فيكم عمراً قبل هذا.

بمجرد الإعلان عن فوزي بالجائزة حاولت جاهداً كبح جماح جواد أحلامي وآمالي وتطلعاتي للمستقبل الزاهر الزاخر المزدهر، ولكن انفلت من يدي رغماً عني ووجدتني أطلق العنان لأحلامي وتطلعاتي وآمالي للمستقبل المشرق الزاخر المزدهر.

أول ما خطرببالي هو قبة البرلمان، نعم فهي مفتاح الثروة الحقيقة ومُلك لا يبلى، فهناك العالم الحقيقي للبيزنس والأعمال،فقد حلمت أن أعود بهذه الثروة الطائلة ،ثلاثمائة ريال قطري عداً ونقداً (82 دولار وتسعة عشر سنتاً)،أعود بها إلى قريتي الصغيرة البائسة التي تقع بين قرى أخرى لا تقل بؤساً بإحدى محافظات شمال الصعيد وأبدأ طريقي من هناك نحو قبة البرلمان.

ما فيش حلاوة من غير نار، فمن أجل عيون مجلس "سيد قراره" سأضطر مرة أخرى -مؤقتاً- إلى التعامل مع الطبقات البائسة الكادحة الكالحة من أبناء قريتي الصغيرة والقرى المجاورة البائسة لكي أصل على أكتافهم إلى المجلس وبعدها أعود لكي أتنكر لهم وأنكر معرفتي بأمثال هؤلاء، فمثلي لا يعرف تلك الطبقات الدنيا من عامة الشعب.

تذكرت الآن موقفاً مُشابهاً،ففي أحد مرات إنتخابات مجلس الشعب في الدائرة الإنتخابية -التي سأمثلها بإذن الله- حاول أهل الخير أن يوحدوا القرى للوقوف وراء مرشح معين، وكان هذا بعد أن بدأت الحملات الإنتخابية بفترة وذهب هؤلاء الوسطاء للمرشحين الأقل حظاً لكي يتنازلوا للأوفر حظاً حتى لا تتوزع الأصوات بين المرشحين وتضيع هباءً منثوراً، وعندما ذهبوا لأحد المرشحين وطلبوا منه التنازل نهض من مكانه غاضباً وقال "إزاي أتنازل بعد ما إضطريت أصافح حُثالة البشر ؟!"

المهم أنا سأضطر -بالطبع مؤقتاً- للتعامل والتواصل مع هذه الطبقات الدنيا لكي أحقق أحلامي وطموحاتي وآمالي، وبعد أن أصل إلى هناك وربما قبل ذلك سأعرف من أين تؤكل الكتف، فأنا أعرف طريقي جيداً،وأعرف من أين تأتيك مفاتيح كنوز مصر وخيراتها، الحل في أيدي آل البيت، نعم سأتقرب إلى العائلة الكريمة زلفى،سأتقرب إلى أعضاء مجلس إدارة جمهورية مصر العربية،عبر وسائل شتى سأستنفذها كلها،ولعل أنجعها في هذه الفترة هي إنتقاد جماعة الإخوان المسلمين أعداء الوطن والمتربصين بأمن ورخاء واستقرار هذا البلد والمدَبّرين له بليل للتنكيل بأهله وسلبهم حريتهم ورخائهم وأمنهم والنعم العديدة التي يعيشون في ظلها في عهد الرخاء والديمقراطية وحقوق الإنسان، في عهد لم يُقصف قلم ولم يُظلم مواطن، ولم يعذّب مواطن في أقسام الشرطة ولم تمتهن كرامة أحد من أبناء مصر،ولم يُعتقل إلا عدد ضئيل لا يتجاوز الثمانية عشر ألفاً من المصريين، ولم يحاكم مدني أمام محاكم عسكرية.

هؤلاء الإخوان طيور الظلام سانتقدهم وأنتقدهم وسأتفوق على رفعت السعيد في ذلك فهدفنا واحد ومبتغانا واحد وإن كان رفعت السعيد ينتقدهم من مقاعد المعارضة فسأنتقدهم من مقاعد المستقلين -طبعاً سأنضم بعد ذلك للحزب الوطني- وبعد أن أحوز رضاهم السامي -رضا آل البيت- سأودّع الفقر والبؤس والشقاء إلى الأبد،سأرشف من النعيم رشفاً وأرفل في الهناء رفلاً، وطالما أني سأكون من عِلية القوم من الصفوة والوجهاء واصحاب النفوذ؛ فلن يهمني وقتها من يحكم مصر الأب أو الإبن أو غيرهما،وسأردد معهم مات الملك عاش الملك وكمان حفيد الملك.

كم أنا ناكر للجميل، كيف أغرق في ما أنا فيه الآن من سعادة غامرة وفرحة كبيرة بهذه الثروة الطائلة التي هبطت عليّ صباح اليوم السادس من مايو المجيد دون الإعلان عن شكر واجب لمن تسبب في كتابة هذا المقال؟،الفضل لله الذي فتح عليّ بكتابة هذا المقال مفتاح الثروة، ثم إلى من أوحيا إليّ بفكرة المقال وهما سعادة السفير الإفتراضي
H.E. Virtual Ambassador
والحمقاء، شكراً لكما فقد كنتما سبباً في هذه الثروة التي لم يكن ليتوقعها بائس مثلي -عفواً سابقاً- فلم أعد بائساً فقدر ربحت ورب الكعبة ثلاثمائة ريال قطري عداً ونقداً (82 دولار وتسعة عشر سنتاً)، وعقبال عندكم جميعاً ونلتقي معاً في منتديات صفوة المجتمعات الراقية وليس في المنتديات الإفتراضية التي أدمنها سعادة السفير الإفتراضي والحمقاء سبب حصولي على الجائزة، أقصد الثروة


رابط المقال الثروة بجريدة الراية القطرية
http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=246671&version=1&template_id=27&parent_id=23

رابط المقال الثروة بجريدة المصريون

Thursday, May 03, 2007

خلّي بالــك مـن بنــاتك


هذا ليس عنوان فيلم سينمائي تافه، ولا مسلسل تليفزيوني ممل لأن العبد لله من "طائفة الرجعيين" الذين لا يشاهدون أي من الأفلام أو المسلسلات أو غيرها لمن يُطلقون عليهم النجوم والنجمات الأحياء منهم والأموات؛ ويرى فيها تكريس لسلوكيات خاطئة تؤثر سلباً على البناء الأخلاقي والقيمي في المجتمع وتؤدي إلى التحرر من القيم والمثل، هذا بالإضافة إلى إلف السلوكيات والتصرفات المشينة، علاوة على أن ضرّها أكبر من نفعها هذا إن كان فيها نفع أصلاً.
ولكنها نصيحة مُخلصة لكل أب وكل ولي أمر أن يبقى يقظاً ومنتبهاً للأخطار التي تُحدق بكل بيت في زمن الأخطار، زمن الإنترنت، الذي صار التعامل معه من ضروريات الحياة هذه الأيام لكثير من الناس، ولكنه تعامل محفوف بالمخاطر التي أدعو الله أن يجنبنا شظاها.
ليس من طبيعتنا التهويل ولا تضخيم الأمور ولكنه الحرص على مستقبل هذه الأجيال التي سيجيء اليوم وتكون زمام أمور أمتهم بأيديهم، هذه الفتيات أمهات المستقبل، ولهذا فإن الحرص واجب مع هذا الخطر المحدق المتمثل في الشبكة العنكبوتية المعروفة بالإنترنت.
قد يسارع الغالبية العظمى من الآباء إلى القول إننا قد ربينا بناتنا على الالتزام والتدين وغير ذلك من المثل وهذا كلامه أحترمه وأتفهمه جيداً، ولكن عزيزي الأب لا تنس، رغم خالص احترامنا وتقديرنا لجهودكم الكبيرة في تربية بناتك على المباديء والأخلاقيات التي يحض عليها ديننا الحنيف وربما تكون قد نجحت في تحفيظهن ما تيسر من القرآن وربما القرآن كله،لا تنس أن هذا كله لا يكفي أمام عدو شرس يدهس تحت عجلاته كل جهد بذلته وكل علم علّمته، هذا العدو هو حب الاستطلاع والفضول وحب طرْق ما لم يُطرق من قبل خاصة عندما تجد الفتاة نفسها-بعد أن غُلّقت عليها الأبواب نتيجة لأسباب لا مجال للخوض فيها- فجأة أمام آفاق لا حدود لها.
بالله عليك تصوّر نفسك أنت أمام كل هذا الفضاء الواسع وليس فتاة في سن يتميز بالتقلب في الأهواء والميول، وهو ما يجمع عليه علماء النفس في كل أقطار الدنيا أن هذا المرحلة خطرة للغاية وينبغي التيقظ لها.
ومن منطلق الحرص على بناتك يجب ألا تستبعد أبداً أن تذهب إلى نومك مثلاً فتجدها الفتاة الوقت المناسب للدخول إلى ذاك العالم الواسع والتحدث إلى أغراب من أقصى الأرض وأدناها، وبالطبع ليس كل من يستخدم الإنترنت من الرجال شياطين لكني على يقين أن أغلبهم أخطر على بناتك من الشيطان نفسه.
عواقب وخيمة تلك التي ستنتج إن لم تنتبه إلى هذا الخطر، صدقني التربية وحدها لا تكفي لكبح جماح هذا الرغبة المستعرة خاصة في ذاك السن المتقلب لاستكشاف هذا العالم الغامض بالنسبة لها، فيجب على كل أب وولي أمر أن يفكر ويقرر كيف يحافظ على بناته بأسلوب لا يوحي لهن بأننا نشك في تصرفاتهن، فبكل تأكيد ما أتحدث عنه ليس القاعدة وإنما استثناء ينبغي القضاء عليه وسد جميع نوافذه.
في النهاية رسالتي لكِ أيتها الفتاة المسلمة، أنت يا من منحك أهلك الثقة، ينبغي عليك تقدير هذه المسؤولية وعدم استغلال الفضاء المتاح أمامك للانحدار وراء حب الاستطلاع والتحدث إلى أو التواصل مع هذا أو ذاك، لأن هذا الأمر عواقبه وخيمة على المدى القريب والبعيد، ودعواتي لك بأن يحميك الله من شياطين الإنس،ولا تنس قاعدة هامة هي أن الإثم هو ما حاك في الصدر وخشيت أن يطلع عليه الناس، فيجب مراجعة النفس في كل ما تخشين أن يطلع عليه والديك الذين لا يستحقان منك إلا تقدير واحترام عبر المحافظة على سلوكك ولو من وراء حجاب عبر الإنترنت، فالدنيا صغيرة ولا يجب أن نستبعد أبداً أن يتواصل من لا تتوقعين أن يتواصلا، أو ينكشف ما حرصت لفترة طويلة أن يكون في طيّ الكتمان، حذاري من الهوى لأن مَنْ اتبع الهوى غوى، ولم يُذكر الهوى في القرآن إلا مذموماً، ومنها قوله تعالى في سورة الجاثية "أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون"، وقوله في سورة ص "ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله"، وقوله في سورة الكهف "ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا".
وهنا أود أن أسجل استغرابي من نجوم المنتديات والجمعيات الافتراضية من "العواجيز" الذين لا يرقبون في بناتنا إلاً ولا ذمة، ولا أدري ماذا يريد رجل متزوج ورزقه الله "زهرات" من زينة الحياة الدنيا من تواصله مع فتاة عبر الإنترنت؟ أليس عجيباً أن لا نجد "ترجمة" لتصرفاته الصبيانية تلك إلا رغبة غريزية دنيئة في القيام بدور رميو الشرق؟ ألا يدرك أنه كما تدين تدان؟ ألا يعي بأن هذا كله "سيُتَرجم" ضده في المستقبل؟ أو أن غداً حتماً سيكون عليه؟، ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون؟ كل "لغات" العالم لا تكفي لإدانة أمثال هؤلاء، ماذا يريد منها؟ وأين عقل هذه الحمقاء الساذجة التي سمحت لنفسها بالتفريط في أمانة أودعها أهلها إياها؟
رابط المقال بجريدة "المصريون":
http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=33811&Page=1&Part=6

Sunday, April 29, 2007

الأبرار الأتقياء الأخفياء


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
اليسير من الرياء شرك،ومن عادى أولياء الله فقد بارز الله بالمحاربة،إن الله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء، الذين إن غابوا لم يفتقدوا، وإن حضروا لم يعرفوا:قلوبهم مصابيح الهدى،يخرجون من كل غبراء مظلمة

رواه الحاكم

Sunday, January 28, 2007

أنصاف المحجبات

لم أكن أتمنى أن يطول بي العمر لأعيش في زمن يدور فيه جدل لا داع له حول فريضة إسلامية ثابتة بالنص القرآني، فمن المعلوم أنه لا اجتهاد مع نص والنص واضح في سورة النور التي تبدأ بـ "سورة أنزلناها وفرضناها"، ومن أنكر آية من القرآن فقد أنكر القرآن كله، ورغم ذلك ذهبت حُمرة الخجل من وجوه البعض ليثيروا ذاك الجدل العقيم حول فريضة حجاب المرأة المسلمة، ولعل ليس آخرهم معالي الوزير الدائم، "دلّوعة هانم مصر الأولى"، وزير ثقافة مصر، الذي يرى بحسه "الفني المرهف جداً" أن شعر المرأة كالورود لا يجب أن تُحجب عن الناس ولكن يجب أن تكشف ليشتمها سعادته، ولا أدري لماذ لا يكمل سيادته نصف دينه لكي تكون لديه مجموعة من تلك الزهور يشتمها متى يشاء!

وفي تقرير التنمية الإنسانية العربـية 2005 الذي أصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في ديسمبر الماضي تحت عنوان "نحو نهوض المرأة في الوطن العربي" يُطرح موضوع الحجاب للاستفتاء في أربع دول عربية حيث تم طرح السؤال التالي على العينات المختارة:أي المواقف التالية يعبر عن رأيك في الحجاب ؟1- لا أوافق أن تتحجب المرأة،2- أوافق فقط إن قررت هي ذلك،3- يجب فرض الحجاب على المرأة (ص 237 ملحق 2 : استطلاع الرأي حول نهوض المرأة في العالم العربي) ولا أدري ما علاقة الحجاب بنهوض المرأة من عدمه وهل الحجاب عقبة أمام نهوضها ؟!! وإذا كان الحال كذلك فربما في المرة القادمة يُطرح موضوع الصلاة أو الصيام أو الحج للاستفتاء بين الناس أيضاً !!

لا شأن لي بالوزير المدلل وأشياعه أو بالتقرير وأتباعه، ولكني سأوجه حديثي إلى كل مسلمة التزمت بأمر ربها في مسألة الحجاب، سأتحدث عن الموضوع من زاوية أخرى ينبغي ألا تغيب عن الكثيرين خاصة النساء اللاتي يعتقدن خطأ أنهن محجبات، حتى لا يظللن في هذا التيه إعتقاداً منهن أنهن والحمد لله محجبات، وحتى لا يكن من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.

جاء في تفسير ابن كثر لقول الله عز وجل في سورة النور آية 31 (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ)
"..قَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر " وَلْيَضْرِبْنَ " وَلْيَشْدُدْنَ " بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبهنَّ " يَعْنِي عَلَى النَّحْر وَالصَّدْر فَلَا يُرَى مِنْهُ شَيْء، وفي تفسير الجلالين "وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبهنَّ" أَيْ يَسْتُرْنَ الرُّءُوس وَالْأَعْنَاق وَالصُّدُور بِالْمَقَانِعِ"، وفي تفسير الطبري "..وَقَوْله: { وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبهنَّ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره: وَلْيُلْقِينَ خُمُرهنَّ, وَهِيَ جَمْع خِمَار , عَلَى جُيُوبهنَّ , لِيَسْتُرْنَ بِذَلِكَ شُعُورهنَّ وَأَعْنَاقهنَّ وَقُرْطهنَّ"، وفي تفسير القرطبي "قَرَأَ الْجُمْهُور بِسُكُونِ اللَّام الَّتِي هِيَ لِلْأَمْرِ،وَقَالَ مُقَاتِل : " عَلَى جُيُوبهنَّ " أَيْ عَلَى صُدُورهنَّ ; يَعْنِي عَلَى مَوَاضِع جُيُوبهنَّ .فِي هَذِهِ الْآيَة دَلِيل عَلَى أَنَّ الْجَيْب إِنَّمَا يَكُون فِي الثَّوْب مَوْضِع الصَّدْر. وَكَذَلِكَ كَانَتْ الْجُيُوب فِي ثِيَاب السَّلَف رِضْوَان اللَّه عَلَيْهِمْ ; عَلَى مَا يَصْنَعهُ النِّسَاء عِنْدنَا بِالْأَنْدَلُسِ وَأَهْل الدِّيَار الْمِصْرِيَّة مِنْ الرِّجَال وَالصِّبْيَان وَغَيْرهمْ".

وجاء في التفسير الميسر لقوله تعالى في سورة الأحزاب آية 59 ".يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً"، " يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يرخين على رؤوسهن ووجوههن من أرديتهن وملاحفهن؛ لستر وجوههن وصدورهن ورؤوسهن".

صفة الحجاب الشرعي هو "أن يكون حجاب المرأة ساتراً لجميع بدنها، ثخيناً لا يشفّ عما تحته، فضفاضاً غير ضيق،غير مزيّن يستدعي أنظار الرجال وغير مطيّب وألا يكون لباس شهرة وأن لا يشبه لباس الرجل والكافرات وألا يكون فيه تصاليب ولا تصاوير .الحجاب الشرعي واجب على كل مسلمة بالغة وهو أن تحجب المرأة كل ما يفتن الرجال بنظرهم إليه كالوجه والكفين والشعر والعنق والقدم والساق والذراع ونحو ذلك."(مختصر الفقه الإسلامي، محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري، ص 829).

ومع ذلك يتم، للأسف الشديد، محاولة اختزال الحجاب في فكر الكثيرين على أنه مجرد خرقة تداري رأس المرأة أو بعض رأسها، وأستغرب حقاً عندما تقام الاحتفالات والتبريكات لمذيعة أخبار أو ممثلة قالوا إنها ارتدت الحجاب وعندما تنظر للحجاب الذي يهلل له المهللون ويطبل له المطبلون لا تملك إلا مصمصة الشفاه .. يا الله هل هذا هو الحجاب؟؟

وتجد الواحدة منهن تدافع عن الحجاب باستماتة وهي ترتدي هذه الخرقة على رأسها وتعتقد أنها بذلك محجبة، هل يعقل ان ترتدي هذه الخرقة التي تغطي بالكاد شعرها ثم ترتدي من الثياب ما يُظهر ولا يخفي
هل هذه محجبة؟ أو تلك الممثلة التي، يا حرام، انفصلت عن زوجها بسبب إصرارها على ارتداء الحجاب وعندما تنظر إلى تسميه هي الحجاب لا تملك إلا أن تقول لا حول ولا قوة إلا بالله، ناهيك عن باقي ما ترتديه وكيف يتناقض تناقضاً بيناً مع فكرة الالتزام بالحجاب الشرعي.

الخوف كل الخوف من إختلاط المفاهيم لأن معها تضيع الحقيقة ويحدث التشويش في أذهان النشء، فعندما تشاهد ابنتي أو ابنتك مثلاً هذا التطبيل والتذمير لهذه المذيعة أو تلك الممثلة لأنها ارتدت "الحجاب" سوف يستقر في يقين طفلتي وطفلتك أن هذا هو الحجاب الشرعي الذي أمر به ربنا في كتابه الكريم.
ما أردته هو طرح الموضوع، الذي أراه خطيرا للغاية للمناقشة، لعلنا نساهم ولو باليسير في تصحيح هذه المفاهيم حتى لا يختلط الأمر علينا وتشوه الحقيقة في الأذهان.

هناك فئة أخرى أستغرب لها حقاً وهي الأكثر انتشاراً هذه الأيام وهي تلك التي تضع على رأسها حجاباً أو نصف حجاب ثم تُظهر خصلة شعر من مقدمة رأسها !! في الحقيقة حاولت كثيراً أن أفهم هذا التصرف وما الهدف منه وما مغزاه الاستراتيجي(!) ؟ هل لتري الناس أن لديك شعر يداعبه الهواء فتهتز له القلوب؟ مع إننا نعلم جيداً أن مصففة الشعر ربما قد ضجرت منك وبذلت جهداً جهيداً ولبثت أمداً طويلاًحتى وصلت إلى هذه النتيجة مع هذه الخصلة العنيدة لكي تتكرمي وتظهريها على العطشى في العمل أو الجامعة أو في مراكز التسوق الذين ينتظرون بشوق للتطلع إلى خصلة شعرك الظاهرة !! أم هل هو صراع نفسي في داخل من تفعل ذلك أم ماذا ؟؟

ربما يكون أقرب تفسير هو مبدأ "الرقص على السلالم"، فهي لا تستطيع كشف شعرها كاملاً لاعتبارات ليس الالتزام الديني من بينها، ومن جهة أخرى تحاول أن تفتح لنفسها هذه النافذة الصغيرة لتشبع به رغبتها الجامحة في تقليد الأخريات من حولها، وهي لا تدري أنها بذلك قد تفتح على نفسها نافذة ليس إلى التحضر والتمدن كما تتوهم، ولكن إلى نافذة ربما تقودها إلى ردهات جهنم وبئس المصير.

Sunday, January 14, 2007

خُبــز السيد بوش
استمعت إلى خطاب الرئيس بوش إلى الأمة الأمريكية عبر موقع البيت الأبيض على الإنترنت، ثم قرأت نص الخطاب كاملاً لعلي أجد على النار هدى فلم أجد إلا مكابرة ومعاندة ولف ودوران في حلقة مفرغة وكلاماً مكرراً لا جديد فيه ربما باستثناء قراره بإرسال أكثر من عشرين ألف جندي إلى العراق، وحتى هذا أيضاً لا يعتبر شيئاً جديداً إذا علمنا أنه كان في وقت سابق بالعراق أكثر من مائة وخمسين ألف جندي أمريكي ولم يفعلوا شيئاً في وقت لم تكن المقاومة العراقية بالكفاءة والخبرة الكبيرة التي وصلت إليها اليوم، وهذا يعني أنه بارسال المزيد من الجنود ستزيد عدد الأهداف التي يهاجمها أفراد المقاومة العراقية الباسلة.

منذ أكثر من عام وفي30 نوفمبر 2005، أجهد السيد بوش نفسه وقطع 32 ميلاً من البيت الأبيض إلى مقر الأكاديمية البحرية ليعلن من هناك ومن وراء منصة مكتوباً عليها بخط واضح كبير "خطة للنصرPlan For Victory " عن الخطة التي أعدها البيت الأبيض في نحو 35 صفحة حملت عنوان "الإستراتيجية الوطنية للنصر في العراق"، وكتبنا في ذلك الوقت تحت نفس العنوان "خبز السيد بوش" ، تصديقاً للمثل الشعبي الذي مفاده أن "الجوعان دائماً يحلم بسوق الخبز" والنصر في العراق هو خبز السيد بوش الذي أثبت فعلاً أنه يحلم به كثيراً، ففي خطابه بالأكاديمية البحرية منذ أكثر من عام وردت كلمة "النصر Victory " خمس عشرة مرة !

لكن في خطابه المتلفز الأربعاء الماضي 10 يناير 2007 لم يكرر كلمة النصر كما في العام الماضي إلا ثلاث مرات فقط، ولكنه ركز حديثه هذه المرة عن الفشل والإخفاق والأخطاء، وإليكم هذه المقتطفات من خطابه؛ "الفشل في العراق سوف يكون كارثة على الولايات المتحدة.لقد فشلت جهودنا السابقة لتأمين بغداد. نتفق جميعاً أنه لا توجد معادلة سحرية للنصر في العراق. لقد ارتُبكت أخطاء في العراق وأتحمل كامل المسؤولية. إنه لمن الواضح أننا بحاجة إلى تغيير استراتيجيتنا في العراق. إن دولاً مثل السعودية ومصر والأردن دول الخليج بحاجة إلى أن تعي أن هزيمة أمريكا في العراق سوف تخلق ملاذاً جديداً للمتطرفين كما أنها ستمثل تهديداً استراتيجيا لبقائها. عواقب الفشل واضحة؛ سوف تقوى شوكة الإسلاميين المتطرفين وسوف يجندون أعضاءً جدد. لن يكون النصر مماثلاً لما حققه أسلافنا،فلن يكون هناك مراسم إستسلام تقام على ظهر سفينة حربية. سوف يتطلب هذا العام مزيداً من الصبر والتضحيات والعزم".

لم أجد تعليقاً على تعنت ومكابرة هذا الرجل أبلغ من النقد اللاذع الذي جاء في إفتتاحية صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في اليوم التالي لإلقاء الخطاب 11 يناير 2007، فقد جاء في الإفتتاحية التي حملت عنوان "الكارثة الحقيقية"؛ "أخبر الرئيس بوش الأمريكيين في الليلة الماضية أن الفشل في العراق سوف يكون كارثة.إن الكارثة هي حرب السيد بوش والتي فشل فيها بالفعل، وفي الليلة الماضية كانت فرصته للتوقف عن إثارة المزيد من الضبابية ويكون أميناً مع أمته ولكنه لم يستغل هذه الفرصة التي اتيحت له.إن الأمريكيين بحاجة إلى خطة واضحة لتخليص القوات الأمريكية من الكارثة التي تسبب فيها السيد بوش، ولكن ما استمعوا إليه هو كلام مرسل عن الحرب على الإرهاب وتأسيس "ديمقراطية فتيّة" في العراق، إن هذه هي طريقة الرئيس لكسب المزيد من الوقت وترك هذا المأزق لمن سيخلفه.لقد قال إنه حذر العراقيين من أنهم إذا لم يبدوا التزاماً فإنهم سيفقدون ثقة الأمريكيين،ألم يلاحظ السيد بوش أن الأمريكيين قد فقدوا ومنذ مدة طويلة ثقتهم في الحكومة العراقية وفي بوش نفسه؟ فالأمريكيين يعرفون أن الحكومة العراقية أسيرة الميليشيات الشيعية التي لا تهتم بمسألة الوحدة والمصالحة والديمقراطية التي يريدها السيد بوش.لقد وصلت هذه الحرب إلى نقطة إذا طال أمدها أكثر فإن النهاية ستكون أكثر سوءاً، وبدون خطة حقيقية لوضع نهاية لهذه الحرب؛ يكون الحديث عن برامج الوظائف والعمليات العسكرية لا فائدة منه، ولن يكون هناك شيئاً منظوراً إلا كارثة أكبر في العراق"

بوش وأركان إدارته في ورطة حقيقية في العراق، ففي العراق مقاومين شرفاء على أيديهم سينكسر المحتل وينسحب يجر أذيال الذل والهزيمة وسوف يندحر مثلما اندحر سابقيه من الغزاة على مر العصور، فهذا هو قانون البشرية الخالد الذي سوف يدوم ما دام هناك شرفاء يزودون عن أرضهم وعرضهم بأرواحهم وأموالهم وكل ما يملكون في سبيل تحرير الأرض وصيانة العرض رغم كل هذا الحديث عن استراتيجة جديدة أو قديمة، ولا أدري لماذا كل هذه الدعاية البائسة ؟ فإذا كانت لديك إستراتيجية للنصر فتفضل بتنفيذها على الأرض ودعنا نرى، ولكن الحقيقة أنه يأمل في إيجاد أي مخرج من هذا النفق المظلم الذي وضع نفسه فيه بغطرسته وتفرده بقرار غزو العراق متحدياً العالم كله على طريقة " مَنْ أشد منّا قوة ؟"، حتماً سينكسر بوش وجنده رغم الدعم المعلن لاستراتيجيته الجديدة في العراق من أنظمة عربية بالية شاخت في مواقعها ولم يعد لها مكان إلا على رفوف المتاحف.